+A
A-

بالفيديو: أين يعمل الروسيون بالبحرين؟.. هذه إجابة السفير

أرجع سفير روسيا الاتحادية لدى مملكة البحرين أليكسي سكوسوريف سبب انخفاض مستويات التبادل التجاري بين المملكة وبلاده إلى تداعيات جائحة كورونا وما وصفها بـ العقوبات الغربية “غير الشرعية”، إلا أن الفرص متاحة أمام التجّار البحرينيين لاستغلال خروج بعض الشركات من الدول الغربية غالبًا؛ بسبب الضغط السياسي، واستثمار هذه الظروف لتحقيق النجاح.


وأشار خلال لقاء أجرته معه “البلاد” خلال زيارته الصحيفة، إلى أن عدد السياح الروس الذين زاروا البحرين ازداد 6 أضعاف تقريبًا في عام 2022 مقارنة بالعام 2021 (من 3.2 آلاف إلى 20 ألف زائر). 


والتقى السفير بمقر “البلاد” رئيس مجلس الادارة عبدالنبي الشعلة، والرئيس التنفيذي أحمد البحر، ورئيس التحرير مؤنس المردي، وسكرتير التحرير رئيس قسم الشؤون المحلية والمحتوى الالكتروني راشد الغائب والصحافية منال الشيخ.


وفيما يلي نص اللقاء:

التبادل التجاري
لماذا يعد التبادل التجاري بين مملكة البحرين وروسيا منخفضًا؟
- بدايةً، أود التأكيد على أن العلاقات البحرينية – الروسية تتطوّر بديناميكية عالية، وتستند إلى القاعدة الراسخة من الصداقة والاحترام المتبادل وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية بعضهما بعضًا، وكذلك التعاون الوثيق في المجالات كافة.


أعتقد أن زيادة حجم تبادلنا التجاري يتطلّب قبل كلّ شيء مزيدًا من الوقت، حيث إنه بلغ 20 مليون دولار فقط في عام 2022. لكن الأرقام في الحقيقة أعلى من ذلك؛ لأن جزءًا من تجارتنا يجري مؤقتًا عبر الدول الثالثة حسب معرفتنا، وعلى الرغم من ذلك، يمكن القول إن كبار التجار في البحرين وروسيا قد توصّلوا إلى مراحل متقدّمة من إدراك إمكانيات وفرص أسواقنا، ولذلك نرصد الاهتمام الحقيقي المتزايد من قبل الطرفين لإقامة علاقات اقتصادية مستدامة تستند إلى الاحترام المتبادل والتعاون بما فيه الخير والنفع المشترك للجميع.


من المعروف أن تحقيق طموحاتنا وتطلّعاتنا يحتاج إلى تلبية بعض الشروط، ومن بينها مواصلة تطوير القاعدة القانونية التعاقدية وتكثيف الاتصالات بين أصحاب الأعمال وإنشاء البنية التحتية اللازمة من خلال تمهيد الخطوط اللوجستية والقنوات المالية وإجراء الدراسات التفصيلية لاتجاهات العمل المشترك.


نعمل على كلّ ذلك مع شركائنا البحرينيين، ورويدًا رويدًا نحقّق المهام التي تم تكليفنا بها، وتقوم اللجنة الحكومية المشتركة ومجلس الأعمال البحريني الروسي بدور حيوي في هذا السياق. 


نحن نعقد آمالنا على الاجتماع المقبل للجنة المذكورة والذي من المقرر عقده في المنامة هذا العام. نرتقب التوقيع على حزمة واسعة من الاتفاقيات والمذكّرات على هامش هذا الاجتماع.


إنني على يقين من أنه في وسعنا ليس فقط إعادة حجم تجارتنا البينية إلى مستوياتها القياسية المسجلة في عام 2018 (أكثر من 100 مليون دولار)، بل تجاوزها بكثير. 

نرى أنه توجد فرص كثيرة ملائمة لتوسيع نطاق صادراتنا للبحرين، خصوصا المنتجات الغذائية والأدوية والأجهزة الطبية والهياكل المعدنية والأنابيب ومواد البناء.

وندرس أيضًا إمكانيات تعزيز التعاون في مجال السياحة والنقل الجوي، حيث أبدت الجهات المعنية في روسيا والبحرين نيتها لإطلاق رحلات من البحرين إلى الاتجاهات مثل (سوتشي وكازان ويكاترينبورغ)، وذلك فضلًا على الرحلات اليومية من موسكو، خصوصا وأن عدد السياح الروس الذين زاروا البحرين ازداد 6 أضعاف تقريبًا في عام 2022 مقارنة بالعام 2021 (من 3.2 آلاف إلى 20 ألف زائر).

ونحن متأكّدون أن البحرين قادرة على التحوّل بوساطة زيادة حجم إعادة التصدير إلى السوق الروسية لمنطقة لوجستية المهمّة في سلاسل التوريد البديلة التي تقوم روسيا على بنائها في إطار برنامج الاستيراد الموازي.

 وحصدت الدول التي استغلت الفرصة المتاحة في ظل خروج بعض الشركات من الدول الغربية غالبًا؛ بسبب الضغط السياسي، عشرات ومئات المليارات من الدولارات من الأرباح، ولا يوجد سبب واحد يمنع التجّار البحرينيين من تكرار هذا النجاح.

بالطبع، لا ننكر بعض العوامل الخارجية التي عرقلت ولا تزال تعرقل تقوية روابطنا التجارية، بما في ذلك جائحة كورونا والعقوبات الغربية غير الشرعية، وعلى الرغم من ذلك، فإن تأثير هذه العوامل يقتصر على خفض وتيرة تقاربنا الاقتصادي وتراجعات مؤقّتة، ولكنها لا تؤدي إلى إيقافه بشكل تامّ.

فقد تغلّبنا على كوفيد-19 عبر تضافر جهودنا المشتركة، ونتأقلم بسرعة مع حملة العقوبات الغربية غير الشرعية بفضل القدرات الإبداعية الهائلة لشعوب روسيا الاتحادية. لذلك أتطلّع إلى مستقبل للتعاون البحريني الروسي التجاري بالتفاؤل.

الاستثمار الروسي
لماذا لا يوجد حضور قوي للاستثمار الروسي في البحرين؟
- في اعتقادي، تكمن جذور قضية الاستثمار في نفس الأسباب التي تعرقل رفع مستويات التبادل التجاري بين البلدين. ينقص أصحاب الأعمال البحرينيون والروس تجربة التعاون والتعامل سويا. ولكنني أودّ أن أشير في هذا الصدد إلى أن الأمور تتصحّح وتتعافى، وبسرعة عالية. 


على سبيل مثال، فإن عدد الشركات المسجّلة في البحرين ولها المساهمة من مستثمرين روس، خلال السنة الماضية قد تضاعف ليصل لأكثر من 100 شركة الآن.

وتشمل قائمة هذه الشركات المؤسسات الصغيرة والمتوسّطة العاملة في مجال التجارة وتكنولوجية الاتصالات والمعلومات رئيسيًا، ومنها، على سبيل المثال، شركة فريفليكس. وتقدّم سفارتنا الدعم المطلوب لهم.

بالتزامن مع ذلك، نلاحظ في الآونة الأخيرة أن الشركات الروسية الكبرى العاملة في الصناعة (مثل “نوفوميت”) والأنشطة المصرفية، أخذت تهتمّ بافتتاح مكاتب لها في البحرين والاستثمار في الاقتصاد البحريني. 

الجالية الروسية
كم عدد الجالية الروسية في البحرين؟ وما المهن التي يمارسها المواطنون الروس المقيمون بالمملكة بشكل دائم؟

- لحدّ الحين تحتوي سجلاتنا القنصلية المعلومات عن نحو 500-600 مواطن روسي. وحسب تقديراتنا التي تعتمد على تعاملنا مع الجالية الروسية، يبلغ العدد الإجمالي لمواطنينا المقيمين في البحرين نحو 3 آلاف نسمة.

أما المهن التي يمارسوها، فتصعب عليَّ تسمية المجال المحدّد الواحد، حيث يشتغل الناس من روسيا بمختلف القطاعات، من الرياضة والفنون إلى إدارة الأعمال وتصميم البرامج الإلكترونية. نعتزّ ونفتخر بإنجازات ممثّلي جاليتنا، ونعرف أنهم يساهمون كثيرًا في تنمية البحرين ويبذلون كلّ جهودهم؛ من أجل تعزيز أواصر الصداقة بين بلدينا.

إلغاء الفيزا
كيف يمكن تسهيل إجراءات دخول البحرينيين إلى روسيا؟
- إننا جاهزون حتى لإلغاء متطلّبات تأشيرات الدخول على الأساس المتبادل مع أصدقائنا البحرينيين. الضيوف من البحرين مرغوب فيهم دائما، ونتطلّع إلى استقبالهم في بلادنا بكل الترحيب. منذ فترة محدّدة من الزمن وضعت حكومتنا مسوّدة الاتفاقية بهذا الخصوص.

حاليًا، تنظر الجهات البحرينية المعنية في هذه الوثيقة. علاوة على ذلك، نتوقّع أن سلطاتنا ستطلق نظام إصدار التأشيرات الإلكترونية للبحرينيين في المستقبل، الأمر الذي سيسهّل عملية طلب التأشيرة مقارنة بالنظام الحضوري القائم والذي سيسير حتى توصّلنا إلى إبرام اتفاقية إلغاء متطلّبات التأشيرات.

مصنع روسي
تم توقيع مذكرة تفاهم  بين شركة ممتلكات البحرين القابضة وصندوق الاستثمار الروسي لإنشاء مصنع سبوتنيك لإنتاج وتصنيع وتوزيع اللقاحات على دول الخليج والدول العربية، وتكون مملكة البحرين مقرًّا له، إلا أن المصنع لم يرَ النور واقعًا، فما السبب؟

- بالطبع تم توقيع هذه المذكرة في سبيل دراسة جدوى إنشاء المصنع من الناحية الفنية والاقتصادية؛ ولذلك مضى الوقت بالدراسات ولأن تحقيق هذا المشروع يتطلب بعض الوقت وفي المستقبل القريب سنتوصل لنتائج إيجابية وننتقل لمرحلة التنفيذ في سبيل أن يرى النور واقعًا.

توزيع الغاز
أعلن في وقت سابق أن روسيا ستتخذ من البحرين مركزًا إقليميًا لتوزيع الغاز بالمنطقة وإنشاء مركز إقليميًا لتوزيع الحبوب الروسية في المنطقة بالشرق الأوسط، فهل تعثر المشروع أم لاتزال الفكرة قائمة؟

- المشروع قائم، وهناك مناقشات ملموسة يتم إجراؤها على مختلف المستويات بين رجال الأعمال وبين أعضاء الحكومة من الجانب الروسي والبحريني، وأكرر أن هذه المسألة على جدول أعمال اللجنة الحكومية المشتركة التي تنعقد بالمنامة؛ لبحثها بالتفصيل وأعتقد أن هذا المشروع واعد جدًا ويفتح أفقا مستقبلية كبيرة ذات منفعة متبادلة أمام رجال الأعمال والتجار البحرينيين، وهي فرصة؛ لأن نحول البحرين إلى مركز لوجستي. 

كما يمكن القول إن غرفة تجارة وصناعة البحرين وبعض الشركات الروسية حاليا في مرحلة دراسة سبل الاستفادة من هذا المشروع وتحقيق الربح.

زيادة السياح
ما خطتكم لزيادة عدد السياح الروس بمملكة البحرين؟

- هناك خطط لزيادة الرحلات الجوية من البحرين وروسيا وإضافة مدن في ظل وجود الرحلات اليومية من المنامة إلى موسكو ولوجود العقوبات غير الشرعية من دول الغرب الجماعي تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية يتعذر أن تكون الرحلات على الطيران الروسي، كما أننا جاهزون حتى لإلغاء متطلّبات تأشيرات الدخول على الأساس المتبادل مع أصدقائنا البحرينيين. في روسيا، الضيوف من البحرين مرغوب فيهم دائما، ونتطلّع إلى استقبالهم في بلادنا بكل الترحيب. وبشكل عام أود أن أقول إن روسيا أصبحت تتجه نحو الشرق إلى الدول الصديقة بما في ذلك البحرين وتلعب دورا كبيرا ونترقب زيادة عدد السياح الروس إلى مملكة البحرين.

أما عن الأرقام، فيذكر أن عدد السياح الروس الذين زاروا البحرين في عام ٢٠٢٢ بلغ ٢٠ ألف زائر، وأن العدد فاق عدد الزوار بالعام الذي سبقه.
بناء الكنيسة

في يونيو ٢٠٢٢ استقبل جلالة الملك المعظم رئيس جمعية الصداقة والأعمال البحرينية الروسية، وقدم لجلالته مجسما للكنيسة الأرثوركسية التي ستقام بالبحرين ضمن مشاريع الجمعية، حيث تبنى على طراز المعمار الروسي، فما مستجدات هذا المشروع؟

- تتم مناقشة المشروع وإجراء الاتصالات وحسب علمي أن السفير البحريني في روسيا أحمد الساعاتي، وهو نشيط بهذا المجال ينتظر مقابلة بطريك في موسكو في القريب؛ لبحث الموضوع بحكم وجود موافقة من جلالة الملك المعظم لإعطاء جزء من أرض  لبناء الكنيسة في المستقبل، وهذا مهم جدًا.