العدد 5232
الجمعة 10 فبراير 2023
banner
النقد التشكيلي في البحرين.. قوة حياتية ضائعة
الجمعة 10 فبراير 2023

في شهر واحد حضرت أكثر من معرض تشكيلي، كان آخرها معرض “تراكمات 47” للفنانة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، وفي كل مرة كنت أبحث عن رنين الكلمات وعن زوايا التفسير الفني والنقد، لكن مع كل أسف، لا أجد أية خطوة إلى الأمام في سبيل الاقتراب من الأعمال الفنية ونقدها وتقديمها إلى المهتم والمتلقي. لقد اختفت الحركة النقدية التشكيلية في البحرين بشكل لافت مثلها مثل حركة النقد الموسيقي، وكأننا في انتظار من ينفث فيها روحا جديدة ويبرز عناصر الجمال في أعمال الفنانين البحرينيين.
لا عذر في أن الصفحات الثقافية في الصحافة المحلية لم تعد تهتم بالمواضيع النقدية، أو تخصص لها مساحة كافية، فبالإمكان ونحن اليوم نعيش عصر الصحافة الإلكترونية نشر المواضيع والجهود المتعلقة بالنقد على المواقع الإلكترونية للصحف، لكن على ما يبدو هناك خلل بالمعنى التقليدي جعل الفنان يقف على خط الاستواء الوهمي ضائعا في متاهات النفس وسراديبها، وشخصيا أحاول بما أمتلك من خبرة في الميدان الثقافي “علما أنني ناقد مسرح وسينما” أن أتابع المعارض الفنية بنظرة نقدية في مقالاتي وإبراز عناصر الجمال والترويج للمبدع والفنان البحريني بأية طريقة كانت، لكن من الخير أن يبقى النقد للنقاد، وإعداد الناقد يختلف عن إعداد الفنان، وهو يتطلب تجردا وحيادا في الحكم على الأشياء، كما علينا أن نفرق أيضا بين الناقد والصحافي، فهناك من يكتب عند العرض دون التحليل، أو هناك من تصدى للتحليل الفني دون أن يملك أدواته.
يقول يونيسكو.. “العمل الفني عبارة عن بناء، وأقول هنا إنه يجب أن يكون بناء متماسكا، ووظيفة الناقد أن يلاحظ ما إذا كان السقف يسمح بتسرب المياه، أو أن الدرج يمكن أن ينهار، أو أن الأبواب مغلقة لا تسمح بدخول الغرف، أو أية مثاقب أخرى”.
ما أريد قوله.. النقد التشكيلي في البحرين أصبح قوة حياتية ضائعة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية