منذ القدم ومقولة العقل السليم في الجسم السليم تأخذ مجراها الطبيعي وتشكل لبنة أساسية لكل عمل مستقبلي هادف يخضع للتخطيط والبرمجة والتنمية الحقة، فالمجتمع ظل وسيظل رهن التعقيدات الحياتية التي تواجهه، والشباب عماد المستقبل والمعول عليه في كل قفزة يراد بها النجاح.
لدينا في نادي مدينة عيسى لجنة ثقافية يشارك فيها شباب واعد يتخذ ويصنع القرارات على مختلف المستويات، بل ويسند إليه تنظيم فعاليات ثقافية كبرى كحفل تدشين كتاب “علي الغرير صانع البهجة” الذي سيقام في بداية مارس القادم، وهناك فعاليات ثقافية سابقة أشرف عليها الشباب، حيث ترسخت لديهم الثقة بالنفس وبدورهم الإيجابي في الحاضر والمستقبل، وللحق فإن إدارة نادي مدينة عيسى برئاسة أحمد جاسم العكبري تولي عناية خاصة لمشاركة الشباب في إدارة النشاط الثقافي ووضع البرامج وإتاحة المجال لإبداء آرائهم وإثبات قدراتهم في مختلف المجالات، وما يقوم به نادي مدينة عيسى ما هو إلا تكامل بين جهود مختلف الأجيال، وأذكر أن والدنا الأديب الراحل محمد الماجد كان عضوا نشطا في اللجنة الثقافية بنادي مدينة عيسى أواخر السبعينات، ولا حاجة للتذكير بالأنشطة الثقافية التي كان ينظمها النادي منذ تأسيسه عام 1968 والتي ساهمت في خلق البيئة الثقافية المتجددة.
السؤال.. ما الدور الذي تقوم به اللجان الثقافية في الأندية وطبيعة الأنشطة التي تؤسس المنطلقات الصحيحة للعمل الإبداعي، ونحن نعلم جيدا أن القيادة الحكيمة تحث دائما على ضرورة الاهتمام بالحراك الثقافي والفكري إلى جانب الاهتمام بالرياضة، ويأتي مهرجان خالد بن حمد للمسرح الشبابي كإحدى المبادرات التي يتبناها سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة دعما للشباب البحريني في المجال الثقافي.
قد تكون هناك أندية لديها لجان ثقافية، لكن ليس لها أي حضور على أرض الواقع وبعيدة عن الأضواء، وفي الوقت الذي يفترض أن تكون فيه نموذجا للممارسة الجادة والملتزمة عملا وليس قولا، بمعنى.. تعمل على تنشيط الجانب الثقافي في النادي وتفتح أمام الشباب المهتم الأفق والطموح.
*كاتب بحريني