يعتقد البعض أن العلاقة التي تجمع بين الطالب والأستاذ علاقة قائمة على الدرجة، وبمجرد انتهاء السنة الدراسية ينتهي معها أي أخذ أو عطاء ما بين الطرفين، وقد أخطأ من اعتقد ذلك، فلبعض المعلمين بل أغلبهم أفضال كبيرة علينا، وإني لأخجل أن أذكر أسماء معلماتي حتى لا يسقط اسم سهوا أو دون قصد، وقد وجدتني في هذه الفترة أشد حاجة إليهن مما سبق، وتواصلت مع بعضهن، فالمعلمون والمعلمات أصحاب الفضل فيما يصل إليه أبناؤهم وبناتهم الطلبة والطالبات من إنجازات في بحور العلم والعطاء، وحتى إن وقع المعلم والمعلمة يسهم في تأسيس الرجل الصالح والمرأة الصالحة، بعيدا عن العمل والمهنة والعلم وغيره.

وقد أخذني الحنين كثيرا لمعلماتي ولا أقصد فقط المدرسات اللاتي أفنين وقتهن في تدريسي وتدريس الأخريات في المراحل الدراسية المختلفة، إنما حتى من آمن بموهبتي بطريقة أو بأخرى فأصبحت أكثر تواصلا مع من لدي تواصل معهن، وبدأت أبحث عن كثيرات تركن لمسة في قلبي، بالشدة أو اللين، نعم أكرر بالشدة أو اللين، فليس كل التعلم يأتي باللسان العذب والطيب، إنما الكثير يحتاج إلى شدة وتصحيح موقف وإرشاد للطالب.

وأجدها فرصة هنا أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع معلماتي اللاتي قمن بتدريسي في كل المراحل العمرية في مدارس وطني الغالي، وأخص بالذكر مدرسة سكينة بنت الحسين الابتدائية، ومدرسة أم أيمن الابتدائية، مدرسة أم سلمة الإعدادية، مدرسة خولة الثانوية، وكل من يعمل فيها وفي تلك المنظومة التعليمية التربوية التي تركت في ذلك الأثر الكبير.

وأود أن ألفت إلى قيمة المعلمين والمعلمات وما كنت ومازلت أستشعره تجاههم وهم أحق بكل تكريم وكل إشادة، فالتعليم رسالة كبيرة تنطوي على الكثير من المهمات لا تستند أبدا إلى فكرة التلقين أو تدريس معلومة فحسب، لكنها تعتمد على التقويم السلوكي والأخلاقي ومتابعة الطالب وإرشاده، وكم أتمنى أن تكون لدى وزارة التربية والتعليم ولو صفحة على الشبكة العنكبوتية تبرز فيها أسماء معلمي ومعلمات الوطن الجليلين والجليلات في كل مدارس البحرين تكريما لهم ولعطائهم وأن تحفظ أسماؤهم دوما في الذاكرة كما هي محفوظة في القلوب.

*كاتبة وأكاديمية بحرينية