العدد 5210
الخميس 19 يناير 2023
banner
ينظرون إلى الصحافة وكتاب الرأي بلون غير نقي
الخميس 19 يناير 2023

أكثر ما يحيرنا في الصحافة ويدخلنا في الممرات الدائرية والمتعددة، هو تجاهل بعض الجهات الحكومية الرد على الملاحظات والاستفسارات التي تنشرها الصحافة ومطالبتها بإطلاع الرأي العام على حقيقة الأمر والتساؤل الذي يطرحه المواطن، والذي من حقه أن تصل إليه المعلومة الصحيحة من مصدرها الرسمي.. هكذا هي الأعراف.
سنختار التسمية الأكثر دلالة على المضمون الأساسي لهذا التصرف، وهي استصغار الصحافة وعدم الاعتراف بدورها الطليعي والمهم في تنوير المجتمع، وشراكتها الأساسية في مسيرة التنمية الشاملة للمشروع الإصلاحي لسيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ومؤازرة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
والتعقد في حركة تجاهل الصحافة بمنطق اللغة قد يكون في تغيير المسؤول، فعندما تتعاون الجهة الرسمية مع الصحافة وتمدها بالردود والإجابات تفاديا لخروج بعض حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لرسم هيكل الرأي العام بشكل متسرع ومغلوط، حينها يكون الوضع طبيعيا كون الجهتين – الصحافة والجهة الرسمية - ترميان إلى شيء واحد هو مصلحة الوطن والمواطن، لكن وكما يقال الأحداث ليست لها مواعيد، فحين تتغير البوصلة وتغلق الأبواب في وجه الصحافة ويكون العلاج صعبا أو مستعصيا، فهذا يعني أن المسؤول تغير وينظر إلى الصحافة وكتاب الرأي بلون غير نقي، ويأمر بسد جميع المسالك ويفهم الموظفين بأن التعامل مع الصحافة والصحافيين من أخطر الأحداث والعمليات، ونعيش حاليا قصصا تؤكد لنا صحة هذه النظرية، فكم من مقال نشر يخاطب جهة رسمية ما بتوضيح وتفسير القرارات خصوصا المتعلقة بخدمة مهمة تقدم للمواطن، لا يلقى أي اهتمام وكأن هناك رسالة تحث الكاتب على ترويض نفسه على النسيان المطلق.
ما نكتبه هو تقديم الحقيقة والتفسيرات للمواطن، وليس استرعاء الأنظار والبحث عن الشهرة والإثارة.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية