العدد 5209
الأربعاء 18 يناير 2023
banner
هل ستختفي إصدارات الأدباء البحرينيين بعد وفاتهم؟
الأربعاء 18 يناير 2023

من يهتم بالأديب وبصورة خاصة آثار الأديب ومؤلفاته بعد وفاته؟ ويتخذ هذا السؤال مزيدا من الأهمية إذا انقضت على وفاة الأديب حقبة طويلة من الزمن. إن كتب هذا الأديب أو ذاك مثلا ستنفد وتخلو منها المكتبات بعد مدة قد تطول أو تقصر، فمن ترى سيهتم بإعادة طباعتها كاملة، ومن ترى سيهتم بتعريف الجيل الجديد من القراء بها، ومن ترى سيعمل على بقاء أسماء أولئك الأدباء في الأذهان في إطار مؤلفاتهم ومدلول هذه المؤلفات على العصر الذي عاشوا فيه.
لقد وفقني الله في العام 2009 بتجميع وطباعة رواية “كتابات عاشق على رمال الشواطئ” للوالد الأديب والصحافي محمد الماجد رحمه الله، وهي الرواية التي نشرها على حلقات في جريدة أخبار الخليج، وما دفعني لذلك هو كتابة الوالد على الغلاف الخلفي لمجموعته القصصية الثالثة “الرقص على أجفان الظلام” التي صدرت بداية الثمانينات جملة تحت الطبع “كتابات عاشق على رمال الشواطئ.. أسطورة حب عصرية”، وأيضا “كلمات من الجنة والجحيم” مجموعة كلمات يومية أسبوعية نشرت تباعا على صفحات أخبار الخليج”، وبعد طباعة الرواية عملت أيضا على طباعة الكلمات لكن تحت مسمى آخر “أنت أول من سألني عن اسمي”.
ما أريد قوله إن مثل هذا لم يعد مشكلة تتطلب الحل في أوروبا وحتى في بعض الدول العربية، ذلك أن دور النشر هي التي تتولى هذه المهمة، أما ورثة الأديب من أبناء وأحفاد فقد لا يهتمون بالأمر، وهم إذا اهتموا به لا يملكون وسائل النشر وأسبابه، ففي فرنسا نلمس باليد والعين والفكر ولادة جديدة للكاتب الروسي إميل زولا حامل لواء المذهب الطبيعي في القصة في زمانه، وهذه الولادة الجديدة أو هذا البعث للروائي، إنما قام به ناشران شهيران في باريس.
ترى.. هل ستختفي إصدارات الأدباء البحرينيين وآثارهم بعد وفاتهم، أم سيكون هناك مزيد من العناية والديمومة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .