+A
A-

هذه هي أسباب غرق الغواصين البحرينيين

القبطان محمد البلوشي لـ"البلاد":

  • غياب إجراءات الأمن والسلامة وعدم معرفة قوة التيار واتجاهه.

  • عدم تواجد الشخص المساند سواء فوق القارب أو تحت الماء.

  • فقدان نشمي الحدي رحمه الله لعدة أيام كان بسبب قوة التيار وتغيره.

 

قال مدرب الغوص ومدرب قبطان محمد البلوشي للـ"البلاد" بأن أحد أهم أسباب غرق الغواصة البحرينيين هو عدم حصول البعض منهم على التدريب الكافي للغوص، بالرغم من وجود العديد من المنظمات المختصة بذلك.

وأشار البلوشي بأن هذه المنظمات معنية بتدريب هؤلاء، لرفع مستوياتهم الى اعلى درجات الاحترافية، والالمام بتقنية السلامة، وكافة إجراءات انقاذ الغاصة".

وتابع" الا أن العديد منهم ممن يعتمد على الخبرة على الخبرة الشخصية، أو معرفتهم للبحر، سواء باستخدام معدات الغوص، أو الغوص الحر، والذي يقوم على كتم النفس لفترة معينة تم الماء لصيد السمك او الاستكشاف".

وزاد" هي عادة بحرينية موجودة من أيام صيد اللؤلؤ، ومن خلال هز الغواص للحبل، يتم رفعه للأعلى، لكن هنالك استحداث لطريقة الغوص عبر النظر في العمل الحيوي للجسم، وحاجته للأكسجين".

وأردف البلوشي" وكذلك إمكانية تجنب الاضرار الجانبية اثناء الغوص، والتي تقدم كدروس وافية أثناء دورات متخصصة، وبشكل تدريبي كامل، لمواجهة أي ظروف طارئه تحت الماء، أو فوقه، سواء له أو لزميل الآخر، مع النظر لمستوى العمق تحت الماء، وقوة التيار، ومعرفة المدة اللازمة التي يجب أن لا يتخطاها تحت الماء".

وقال" من الأسباب الأخرى التي تحول دون الاهتمام بحضور مثل هذه الدورات رغم أهميتها البالغة، من يستكثر دفع الكلفة المالية لهذه الدورات والتي تكون مكلفة ببعض الأحيان".

وواصل البلوشي" نؤكد على أهمية حضور هذه الدورات، والحصول على الرخصة اللازمة، والالمام بكافة الإجراءات اللازمة، على رأسها إجراءات الأمن والسلامة والتي تشكل حجر زاوية لحياة الغواص".

وتابع" الأمر الآخر، هو عدم توفر إجراءات السلامة أو أدوات الغوص اثناء الغوص نفسه، رغم أهميتها البالغة، كما نؤكد على ضرورة تجنب الغوص الفردي، بالذات للقوارب في وسط البحر، وبأن يكون هنالك شخص على ظهر القارب، يتابع حركة الغواصين، ويقدم لهم المساعدة اللازمة".

وأبان البلوشي" ما يحدث ببعض الحالات، بأن الجميع ينزلون تحت الماء، ولا يبقى أحد على سطح القارب، وهو خطأ فادح يحدث أيضاً مع وجود الرخصة لدى المسئول أو احد المرافقين لهم، وهذا مخالف للأنظمة والتعليمات، خاصة بمنظمات الغوص، لأن كل غواص مسئول عن زميله، سواء تحت الماء، أو على سطح القارب نفسه".

وقال" ما حدث مع الأخ نشمي الحدي رحمه الله، وهو غواص حر، حيث كان يغوص في منطقة شمال شرق البحرين، وكان العمق بها يتراوح من 15-17 متر، ونوع الغوص الذي كان يعمله هو النوع الحر، عبر كتم النفس، وهو للعلم حاصل على رخصة، ومحترف، وكان يحافظ على أنظمة السلامة باستمرار".

وزاد" لكن ما حصل، هو حدوث الإغماء تحت الماء، والذي يكون بسبب كتم النفس، فإذا زادت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجسم عن الاكسجين، تؤثر على الغواص، وتسبب له الأغماء".

وواصل" الغواص يأخذ تقريبا ما يعادل ثلاثة انفاس طويلة، لرفع الأكسجين قبل نزوله الماء، لتعزيز قوة الجسم، وهو أمر يرتبط بطبيعة الجسم، والمجهود الذي يبذله الغواص، وطبيعة المكان".

وتابع البلوشي" كما أن الصعود والنزول للسطح  بفترات متقاربة من بعضها البعض، فإنه تلزم الغواص بالبقاء على السطح فترة كافية، للتخلص من ثاني أكسيد الكربون بالجسم، وعدم النزول للماء بسرعة، وإذا فعل خلاف ذلك يتسبب ببقاء كمية من ثاني أكسيد الكربون بالجسم، ما يفضي الى حدوث الإغماء لاحقاً".

ويكمل" هذا الأمر يزيد، مع وصول الغواص الى المياه الضحلة، وهي مرحلة تتطلب دور الزميل المساعد له، في النزول وانقاذه، وبأن يجري له عملية التهوية اللازمة، وأوضح هنا بأن عملية الإغماء لا تعني الوفاة، مادام هنالك شخص مساند للغواص".

وقال البلوشي" كما أن العوامل الجوية بالبحر تمثل دوراً مهماَ، خصوصا وأن المياه الضحلة في البحرين واسعة، والتيارات قوية جداً ومتغيرة ببعض المناطق، وهي من أسباب فقدان النشمي رحمه الله لعدة أيام، بمنطقة شمال شرق البحرين، وابتعاده عن زملائه لمسافة بعيدة جداً خلال دقائق معدودة".

وختم" عدم الدراية الوافية لهذه المواضيع، قد يؤدي الى مشاكل كبيرة للغواصين، ناهيك أن الرؤية تحت الماء تكون صعبة، لذا فعلى الغواصين معرفة بعض المعلومات المهمة في المكان الذي سيغوصون به، مثل مواعيد تغيير التيار، واتجاهها، وقوته، والمد والجزر، وحركة المياه بهذا الشأن".