الحقيقة أن حبي للمملكة العربية السعودية متأصل جذرا وليس وليد اليوم أو الصدفة، والتطور الكبير الذي تشهده المملكة في جميع الأصعدة يجبرني كمراقب ومحلل أن أبدي إعجابي الكبير، خصوصا أن هذه البلاد دونا عن غيرها يهواها القلب وتميل لها الروح، فهي بلاد الحرمين وأولى القبلتين وفيها يعيش الناس بسلام وخيرها لم يختص بها فقط، إنما عم العالم بأسره بمواقف إنسانية ومساعدات مادية ووقفات تاريخية، وها هو التاريخ يسجل انفتاحا حضاريا ومسلكيا متنوعا تعيشه المملكة العربية السعودية من حيث التطور السريع، كونها بيئة خصبة لجذب رؤوس الأموال، بل إن بها من الفرص المهنية والاقتصادية ما لا يعد ولا يحصى.
وكنت أظن أن هذا التطور الرائع بقيادة القائد الشاب المحنك الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قد طال القطاع الاقتصادي والعمراني والسياحي فقط، لكنني ذهلت عندما تابعت مباراة كأس العالم بين الأرجنتين والسعودية التي فازت بهدفين مقابل هدف، حيث كانوا بمثابة التأكيد بلا شك على أن المملكة العربية السعودية تخطو خطوات ثابتة نحو العالم الجديد بخريطة جديدة تود أن تصنع هي فيها علامة فارقة بكل تأكيد.
لقد تمعنت مرارا وتكرارا في مقاطع المباراة بعد أن انتهت ورأيت الشباب وهم مصرون بكل عزيمة على الفوز، واستوقفني كثيرا حديث سمو ولي العهد السعودي أثناء لقائه اللاعبين قبل سفرهم لبدء مباريات كأس العالم، عندما طلب في لقائه بهم أن يستمتعوا باللعبة الحلوة وبوجودهم في هذا الحدث العالمي، والحقيقة أن الشباب فاجأونا جميعا بهذا الفوز الجميل الذي نسأل الله أن يكون بداية لعصر رياضي مغاير ومبهر تسطر فيه المملكة العربية السعودية نمطا عالميا رائعا يخشاه الجميع ويحسب له ألف حساب كما عودتنا في مواقفها السياسية والدبلوماسية الأكثر من رائعة.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية