+A
A-

حوار المنامة بجلسة "المتغيرات الجيوسياسية والطاقة"

الصباح: العالم يعيش منعطفاً محرجاً بظل التحديات القائمة

كليفرلي: الأسلحة الإيرانية أراقة الدماء والدمار بجميع أنحاء المنطقة

الخريجي: آثار النزاعات والتنافسات الجيوسياسية امتدت للدول الأخرى

بدأ منتدى حوار المنامة جلسته الأولى صباح اليوم، والتي عنونت بــ"شراكات الولايات المتحدة الأمنية في الشرق الأوسط" بمشاركة وحضور واسع، وتواجد ضخم للإعلاميين.

وفي كلمة له، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح بأن العالم يعيش منعطفا حرجا في ظل تغير الجغرافيا السياسية للطاقة مع التحديات التي تواجهنا كالحرب في أوكرانيا، والتوترات القائمة في آسيا والأوضاع أفغانستان والحالة الأمنية الضعيفة في اليمن وليبيا والعراق وغيرها، مضيفاً " هو أمر مقلق جداً".

وأشار وزير الصباح الى الكويت هي بقلب منطقة حيوية، غنية بالموارد والتي تشهد حالة من عدم الاستقرار، مزيداً " لطالما لعبت الكويت دوراً مهماً بالحفاظ على الاستقرار السياسي، وتأمين الطاقة إقليمياً وعالمياً على حد سواء".

وأكد وزير الخارجية الكويتي على أهمية تفعيل الحوار لمواجهة التحديات، مشيداً بالقمة الأمريكية الصينية الأخيرة، بقوله" تعتبر تطوراً إيجابياً ومرحباً به عالمياً، ولذا فإن علينا تعزيز المزيد من الحوار، لتخفيف التحديات التي نواجهها كشركاء".

وتابع" الكويت مستمرة بالقيام بدورها في حل الأزمات بالطرق السلمية، للمحافظة على سلاسل إمداد الطاقة النشطة، وبحيث يكون هناك استثمار أكبر لدى كلا من دول المنبع والمصب معاً".

وقال" مع أمن الطاقة العالمي، لا يمكن تجاوز تأثيره الخطير على المناخ، وهو ما يتطلب ايجاد حلقة الوصل بين تغير المناخ والأمن والازدهار، وهو ما يقودنا الى ما ذكره الأشقاء في المملكة العربية السعودية منذ سنوات عديدة، بأنه لا يمكننا ببساطة التركيز على المناخ على الجانب المناخي وحده، دون النظر إلى كل من أمن الطاقة و الازدهار الاقتصادي وفق مقاييس متوازنة بدقة شديدة.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بأن المملكة المتحدة ستبقى صديقاً وشريكاً ثابتاً لالتزاماتها بالعلاقات مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقا للتقاليد العريقة الممتدة بين الجانبين".

وأضاف" أمننا هو أمنكم ، وأمنكم هو أمننا ، وأن أي أزمة هنا سيكون لها تداعيات عالمية حتمية وازدهارنا هو ازدهاركم، كما أن ازدهاركم  هو ازدهارنا".

وأردف كليفرلي" حجم التجارة المتنامي بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي تجاوزت 44 مليار جنيه استرليني معبرا عن ترحيب بلاده بالمبادرات الإقليمية لتعزيز الاستقرار، بما في ذلك الاتفاقات الإبراهيمية".

وتابع" لن نكون قادرين على التغلب على التهديدات المتبادلة واغتنام الفرص المتاحة أمامنا إلا من خلال التعاون بشكل وثيق أكثر، وهذا هو السبب في أننا نتفاوض بشأن اتفاقية تجارة حرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ، والتي تعتبر رابع أكبر أسواق التصدير للمملكة المتحدة بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والصين".

وواصل" قدمت المملكة المتحدة تمويلات للتنمية من خلال استثماراتها الدولية، منها 500 مليون دولار لمصر و 250 مليون دولار للمغرب حتى الآن، مع تعميق الشراكات الأمنية مع الأردن وسلطنة عمان وتعزيز تعاوننا مع مراكز التمويل الإقليمية ضد الأموال غير المشروعة".

وزاد وزير الخارجية البريطاني" لدينا الاستعداد للتعاون المشترك مع دول المنطقة خلال مرحلة الانتقال إلى الطاقة الخضراء، مما يضمن أننا جميعاً نستفيد من التقنيات المتجددة، خصوصاً وأن منطقة الخليج لديها الفرص من خلال تسخير قوة ضوء الشمس والرياح والطاقة النووية".

وعن التهديدات الإيرانية للمنطقة، قال" شاهدت خلال تواجدي في سفارة بلاده في أبو ظبي أضواء صواريخ الحوثي التي تستهدف المنطقة، الأمر الذي  كان دليلاً مرئياً على كيفية تهديد الأسلحة الإيرانية للمنطقة بأكملها".

وتابع" البرنامج النووي الإيراني، يعتبر اليوم أكثر تقدماً من أي وقت مضى، كما أن النظام الإيراني يبيع طائرات مسيرة إلى روسيا لتقتل المدنيين حاليًا في أوكرانيا فيما يتظاهر شعب الإيراني ضد عقود من القمع، كما أن الأسلحة الإيرانية تتسبب في إراقة الدماء والدمار في جميع أنحاء المنطقة.

ووزاد وزير الخارجية البريطاني" بريطانيا عازمة على العمل جنباً إلى جنب مع الأصدقاء لمواجهة التهديد الإيراني، ومنع تهريب الأسلحة التقليدية ومنع النظام الإيراني من امتلاك أسلحة نووية".

وانتقد وزير الخارجية البريطاني الحرب الروسية ضد اوكرانيا، مؤكدا أنه لا يوجد بلد محصن من الاضطرابات الذي أحدثته الحرب الروسية للأسواق العالمية أو الأضرار التي أحدثته للأمن الغذائي وأمن الطاقة العالمي.

وقال" معظم دول العالم مصممة على ضمان أن لا يؤتي العدوان ثماره، كما أظهرت هذه المنطقة إيمانها بالسيادة وسلامة الأراضي عندما صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة ضم بوتين للأراضي الأوكرانية".

واختتم وزير الخارجية البريطاني قائلاً" صداقة بريطانيا مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف تتعمق وتستمر بينما ندعم السلام والأمن معًا، وبينما تسير هذه المنطقة نحو تحولها الثاني، مما يسمح لعالم جديد من الطاقة الخضراء".

وقال نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي في سياق كلمته" تحظى هذه التجمعات بأهمية خاصة، حيث أننا بأمس الحاجة لها، للمساعدة على مواجهة التحديات، خصوصاً وأن المجتمع الدولي بحاجة لتغليب مبدأ الحوار والتفاهم".

وأكد الخريجي أنه وفي ظل خطط التحول الشامل لرؤية 2030 فأن المملكة لديها طموحات لتوفير البيئة المستقرة الخاصة بالاستثمارات، والممكنة للتنمية، والتي من شأنها أن تبني شراكات جديدة، وتخفض التوترات، وتكثف المساعي الحميدة، وتحل النزاعات، وتوجد ابعاد مجالات التعاون المختلفة، قبالة النزاعات، والتبعات الجيوسياسية.

وتابع" مع المحافظة على انسيابية التجارة الدولية، والأمن الغذائي، وبهذا الاطار تتحرك المملكة مع شرائكها لتحقيق توازنات الطاقة في العالم، واستمرار امداداتها، ممارسة بذلك دورها الريادي بتوفير الطاقة، مع اولاء بالغ الاهتمامات للاتفاقيات البيئية، والتغير المناخي".

ويكمل" ولقد اطلقنا لهذا الغرض مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ومن خلال الأشراف على عدد واسع من الرؤى والأهداف الخاصة بها".

ويزيد الخريجي" وترى المملكة بأن التحول في مجالات الطاقة، الى الطاقة النظيفة، يرتكز على ثلاثة محاور مهمة وهي أمن الطاقة، والنمو، والازدهار الاقتصادي، والاستمرار في التعاون بكل ما يتعلق بالملف التغير المناخي، وبما يجنب العالم السياسات الغير الواقعية لتخفيض الانبعاثات".

وقال" النزاعات والتنافسات الجيوسياسية لا تقتصر آثارها السلبية على الدول المتنازعة، وانما الدول الأخرى وفي مجالات حيوية كالأمن الاقتصادي، والغذائي، ومن اجل تحقيق التعافي الاقتصادي ينبغي علينا تكثيف المساعي الحميد لمنع النزاعات، وبما يمكن أن يجر مختلف المناطق والأقاليم للنزاعات".