مع تعدد التوقعات والتحليلات ومحاولة قراءة مؤشرات حظوظ الفوز والخسارة بالنسبة للمترشحين والمترشحات للانتخابات النيابية والبلدية في مختلف الدوائر، سواء في مرحلة إعلان نية الترشح أو في فترة الحملات الانتخابية أو يوم الاقتراع السبت 12 نوفمبر 2022، دخلت الكثير من الأرقام دائرة "حسبة الدراماتيكا" بين الناخبين أو بين المترشحين أنفسهم، وهي ذاتها حسبة توقعات نسبة المشاركة التي أجزم البعض بأنها ستكون "متواضعة" بسبب خيبة أمل الكثير من المواطنين من أداء المجلس النيابي، فيما اقتربت آراء أخرى من التوقع بأنها ستكون "أفضل من السنوات السابقة".
نسبة مشاركة.. الأعلى منذ 2002
ثمة حالة من "ضرب الأخماس بالأسداس" إن جاز التعبير لوصف المشهد الانتخابي، ومع إعلان وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف رئيس اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات نواف بن محمد المعاودة مساء السبت 12 نوفمبر 2022 أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 73% وهي أعلى نسبة مشاركة منذ عام 2002، وحال إعلان المراكز الفرعية أصحاب أعلى الأرقام قبل جمع أصوات المراكز العامة وإعلان النتائج النهائية، والحديث هنا عن "الانتخابات النيابية".
تلف الأعصاب ووسادة خشنة
الفائزون الستة ناموا بعد يوم شاق وليلة طويلة استمر تعبها حتى طلوع الشمس على "وسادة خشنة" جراء "تلف الأعصاب" على ما يبو!  فيما يتأهب متنافسو الإعادة لجولة جديدة من "الحسابات والتحشيد وإعادة ضرب الأخماس بالأسداس"، فبالنسبة للفائزين، أتت الرياح بما لا يشتهي الواثق من الفوز! ففي الدائرة الأولى بمحافظة العاصمة وبعد أن أبعد مراد علي مراد منافسه عادل العسومي وأصدر الأول منشورًا حمل شعار "بدأ التغيير"، نال منافسه محمد حسين جناحي مقعد الدائرة ب 1852 صوتًا مقابل 492 لمراد
ولم تخب توقعات النائب زينب عبدالأمير وأنصارها في فوزها الأكيد، إلا أن الرقم بدا "مذهلًا ومستحقًا"، ولم تمضي سوى سويعة على إعلان النتيجة حتى أرسلت "زينب" رسالة واتس أب تبشر ناخبيها :"ألف شكر إخواني وأخواتي على ثقتكم الغالية.. فوز وباكتساح.. 2643 صوتًا"، وعلى الرغم من أن "العشيريان" تنافسا بقوة في الدائرة السادسة بمحافظة المحرق، إلا أن "هشام" ابتسم لأصوات ناخبيه فابتسم لها وحقق 1390صوتًا مقابل 576 لأسرار.
وداع هنا.. وصناديق الإعادة هناك
ويبدو أن فائز ثامنة المحرق أحمد المسلم كان واثقًا من دعم ناخبيه الذين كرروا له كلمة "محسومة لك"، فحقق 4637 صوتًا مقابل 1739 صوتًا لمنافسه عبدالرحمن بوعلي، وحال "الدائرة محسومة" هو ذاته ما كان من حال سادسة الشمالية التي لم يترجل فيها النائب عبدالنبي سلمان عن جواده فنال 3471 صوتًا مقابل أصوات منافسته نادية اسماعيل التي حققت 606 أصوات، أما بعد، فخلاف توقعات من توقع وتحليلات من حلل، فقد حافظ النائب علي النعيمي على مقعده تحت قبة البرلمان ممثلًا عن سابعة الجنوبية، وربما كان ضمن قائمة توقع لها البعض مغادرة الساحة البرلمانية، لكنه بقى صامدًا! فيما ودعت قائمة من النواب المشهد ربما على موعد آخر في انتخابات العام 2026 وربما لا: سوسن كمال، فاطمة القطري، معصومة عبدالرحيم، أحمد الدمستاني، فاضل السواد، حمد الكوهجي، يوسف زينل، وهناك حلم سنوات أربع جديدة في جولة الإعادة يوم السبت القادم 19 نوفمبر يراود بعض النواب السابقين، وقائمة من المترشحين والمترشحات الجدد، وبلا ريب، ستستمر جولة "ضرب الأخماس بالأسداس" طيلة هذا الأسبوع لتحسمها الصناديق يومذاك.