العدد 5087
الأحد 18 سبتمبر 2022
banner
طلبتنا الأعزاء .. شكرًا
الأحد 18 سبتمبر 2022

يدخل علينا هذا العام وعيوننا على أبنائنا الطلبة الأعزاء، عيوننا على طلباتهم، على طموحاتهم، على العلوم التي يقرأون ويسألون عنها، عن الفنون التي تتراءى لهم ويسعون إلى الالتحاق بعلومها؛ حتى يدركوا بأنها في المتناول وليست من المستحيلات، عيوننا على طلبتنا الأعزاء الذين وثقوا بنا، ووضعونا في العقل والقلب، وجاءوا إلينا طالبين العلم، وهل هناك أغلى وأعز من طلب العلم؟! وهل هناك أفضل وأرقى من التعاطي مع أطروحاته وبحوثه ومعامله ومداركه وتقنياته، وهل هناك أنجح وأنجع من الذين يتقدمون إلى المزيد منها، خاصةً أن العالم الرحب سوف يعاني الأمرين حتى تنهض العلوم، وتستنهض الهمم، ويصبح كل عالم راع، وكل راعٍ مسؤول عن رعيته.
نستقبل أبناءنا هذه السنة وفي أيدينا أكثر من فرصة ذهبية سوف نقدمها لهم، مناهج وبرامج جديدة، اعتماد أكاديمي نسعى لكي نحصل على تعميمه بالدول الشقيقة المجاورة حتى يأتي إلينا كل طالب علم ويجد لدينا ضالته المنشودة، وعلومه المفقودة، وآماله وطموحاته المعهودة.
أبناؤنا الطلبة هم كل حياتنا، فمن أجلهم جئنا، ومن أجلهم شيدنا الصروح، وشحذنا الهمم، وقطعنا المشاوير الطويلة فوق الدروب الصعبة، تحصنا بالأمل حتى نواصل المسير، وتدافعنا مع القاصي والداني؛ كي تتحول الأحلام إلى حقائق، وتنافسنا مع من سبقونا محاولين اللحاق بالركب العلمي الطويل حتى ننهل من علومه وآدابه وفنونه ومعارفة المتطورة.
فعلنا كل شيء من أجلك عزيزي الطالب، وحاولنا تحقيق أي شيء يصب في مضامير قناعاتك وأحلامك ودراساتك وطموحك الكبير، حاولنا وليس علينا دائمًا إدراك النجاح أن نكون سباقين ونحن نستقطب من العلوم أمهاتها، ومن المعارف مداركها ومنصاتها، ومن التكنولوجيا المحدثة ما يفيد الطالب والمجتمع والناس، هو صراع أبدي من أجل البقاء؛ من أجل أن نمضي يدًا بيد، واضعين في الاعتبار أن المستقبل سوف يظل غامضًا طالما أن تكنولوجيا المستحيلات لا تقف عند حد، وطالما أن الباحثين سوف يواصلون اعتكافهم؛ من أجل أن يخرجوا لنا بنتائج عظيمة تسبق حاجات الكون إليها، بل إنها تتسابق مع حاجات الكون ومشاكله المتجذرة يومًا بعد الآخر.
تتبعناك عزيزي الطالب حتى بعد تخرجك، حدثنا المعلومات عنك، كان فخرنا عظيمًا بك وأنت تتقلد أهم المناصب في سوق العمل، وأرقى الوظائف في الوزارات والمؤسسات والهيئات والمصارف والشركات المعتبرة، بحثنا عنك في كل مكان وسنظل نبحث حتى نعثر على أحلامنا فيك، ونحقق ما نأمله منك، فأنت دائمًا غايتنا، وأنت دائمًا هدفنا.
واليوم نقف جميعًا أمام التحدي الكبير، كيف يمكن لنا مواجهة غضبة المناخ، وما يُقال عن الانبعاثات الحرارية واتساع ثقب الأوزون وبداية الانهيارات الجليدية في القطب الشمالي؟ كيف يمكن لنا امتلاك العلوم والتكنولوجيا الكفيلة بوقف تدهور الأرض وارتفاع حرارتها وزيادة منسوب المياه في البحار والمحيطات إلى ما فوق الـ15 سم هذه السنة، كيف يمكن لنا يا أعزائي مواجهة هذا التحدي الكبير؟
هذا الوضع يضعنا جميعًا أساتذة وطلبة أمام التحدي الأكبر، إما أن نكون وإما ألا نكون، والله الموفق والمستعان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية