العدد 5082
الثلاثاء 13 سبتمبر 2022
banner
السياحة وقوة جذب جديدة
الثلاثاء 13 سبتمبر 2022

كثرة الكتابة عن السياحة هذه الأيام، خاصة بعد إنشاء وزارة متخصصة لهذا القطاع وأيضاً زاد الاهتمام بالسياحة ومرافقها لكونها رافداً مهماً للناتج الوطني وبعد نشر المعلومة بأن القطاع السياحي ساهم بمعدل 26.6 % أخيراً خلال 6 أشهر من السنة.
إن القطاع السياحي في حاجة إلى العناية والاهتمام، بل منذ قرابة 20 عاماً لم يطرأ أي جديد أو مستجد في هذا المضمار إلا ما هوتقليدي وهو إنشاء المزيد من الفنادق وأيضاً إنشاء المزيد من المطاعم. لاشك أن إنشاء وزارة متخصصة ترعى هذا القطاع ومسؤولية تطويره واستحداث عناصر جذابة لنشاطات هذا القطاع سوف تكون قوة جذب وقوة لزيادة النشاط وزيادة عدد السياح وبالتالي زيادة النشاط بالسوق.
يجب أن ننظر لما حبانا الله سبحانه وتعالى به من مناظر وعناصر ومميزات حتى نقوم باستغلالها على أحسن وأكمل وجه بل تكون قوة وميزة لما نقوم به في هذا السبيل من مشاريع مستقبلية.
إن الله سبحانه وتعالى أعطى بلدنا مملكة البحرين قوة جذب طبيعية؛ وذلك لأنها تتكون من عدة جزر، والسؤال هنا: لماذا لم نستغل هذه الميزة، وقوة الجذب هذه؟! ولماذا لم نفكر كيف يمكن أن تكون هذه العلامة المميزة في صالح وخير مملكة البحرين ونبني عليها الكثير من المشروعات السياحية التي تؤدي إلى زيادة في الناتج الوطني.
وبناءً على هذه المقدمة الموجزة، أضع محورين رئيسيين للمناقشة والدراسة لتطوير وتقدم السياحة في البلاد.
  
المحور الأول:
إن النشاط التقليدي للسياحة من بناء الفنادق والمطاعم قد أخذ وقتاً طويلاً، بل إنه ساهم في تكوين بنية تحتية لهذا القطاع، وساهم ولايزال يساهم في النشاط السياحي.
ولقد آن الأوان لأن ننتقل إلى نقلة نوعية للتجديد وزيادة النشاط السياحي لهذا القطاع وذلك باستغلال هذا التميز والميزة من تكوين الجزر إلى واقع عملي حي ينبض بالحياة والانتعاش والازدهار وذلك على النحو التالي:
إن استغلال البحيرة الجميلة الرائعة بين المنامة والمحرق، هذه البحيرة التي كلها حيوية وانبهار لما تحويه من مبانٍ وفنادق وأنوار وشوارع وغيرها على الجانبين.
إن الميزة الأساسية أنها محصورة بين جزيرتين وبين عدة جسور وما فيها من حركة دائمة لتعطي دلالة على ميزة هذه البلاد التي تتكون من العديد من الجزر.
علينا أن نقوم بعمل دراسة معمقة ودراسة ميدانية عن إمكانية جعل هذه البحيرة منطقة سياحية جذابة للسياح عامة وللإخوة الخليجيين خاصة من خلال إنشاء مقاهٍ مائية ومطاعم مائية وغيرها من العناصر السياحية التي تبهر السياح والأهالي وتشعّ إشعاعاً جميلاً وتكون دائمة الحركة والحيوية.
إن هذه البحيرة تمتد من مستشفى الملك حمد الجامعي إلى ميناء سلمان عبر الجسور الممتدة والعمارات الشاهقة والأنوار الزاهية التي تحتاج إلى ازدهار أكثر وتلوينها حسب المتطلبات. 
  
المحور الثاني:
إن هذا المحور ليس بعيداً عن المحور الأول بل مكمِّلاً له مع اتساع استغلال البحر والمدن المنتشرة على سواحل البحرين. كما كان في المحور الأول، لم يتم استغلال الميزة التي حبانا الله بها حول البقعة الواقعة بين المنامة والمحرق، فإن المحور الثاني يكمل ويوسع رقعة النشاط السياحي من حيث إعداد أسطول سفن بحرية يلبي حاجيات ومتطلبات وراحة السياح من حيث اتساع المكان والكراسي المريحة وغيرها الكثير من مستلزمات السياحة.
تقوم هذه السفن بالإبحار مساءً حول المنامة والمحرق مع عشاء فاخر وعلى وقع موسيقى وغناء مميز وبها كل المقومات وخاصة الأمن والسلامة.
وتبحر هذه السفن قريباً من الساحل مع شرح موجز عن كل موقع مهم على الساحل.
ومما لاشك فيه أن السياحة الليلية بهذا النمط والشكل سوف يكون مطلباً ليس للسياح فقط بل لكثير من البحرينيين الذي يودّون قضاء وقت ممتع مع عشاء طيب يصحب كل ذلك الموسيقى والغناء. 
إن نجاح هذا المشروع سوف يؤدي مستقبلاً إلى اتساع رقعة المشروع وزيادة السفن والبرامج وسوف تعتبر نقلة نوعية كبيرة أخرى حيث تكون الزيارات للجزر الأخرى غير الآهلة بالسكان ( وهذه في حاجة إلى دراسة أخرى).
إننا بهذه الفكرة الأولية الموجزة نكون قد غيرنا النمط الاعتيادي للسياحة إلى نمط آخر يلبي متطلبات المرحلة المستقبلية من سياحة جديدة وأسلوب مغاير كلية للسياحة وتحقيق وإشباع رغبات السياح. إن هذه النقلة النوعية سوف تخلق وظائف عديدة ومتنوعة في البلاد وتجعل من السواحل والمدن والقرى تتلألأ بأنوار زاهية وتصبح مملكة البحرين حية تضاهي الدول الأخرى في العالم.
قد يتساءل البعض كيف نموّل هذه المشروعات لأنها تحتاج إلى رأس مال كبير في حالة الموافقة بعد الخطوات الأولى وأنها أي هذه المشروعات سوف تؤدي إلى تنشيط وزيادة السياحة في البلاد.
إننا إزاء هذا الوضع وبعد إجراء الدراسة اللازمة، فإن توفير رأس المال يكون عن طريق إنشاء شركة مساهمة عامة تطرح الأسهم في مملكة البحرين وبالتالي نكون قد وجدنا الحل المناسب بإنشاء شركة مساهمة عامة وطرح أسهم في بورصة البحرين.
والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية