العدد 5074
الإثنين 05 سبتمبر 2022
banner
تمكين المرأة لا يعني إهمالها بيتها
الإثنين 05 سبتمبر 2022

لم تعجبني حالة الجدل الدائرة في مصر هذه الأيام حول ما للمرأة وما عليها فيما يتعلق بعلاقتها بزوجها وأسرتها، ولم يعجبني التطرف الشديد في الدفاع عن المرأة في علاقتها بزوجها، فالعلاقة الزوجية ليست ساحة حرب ومغالبة بين الزوجة وزوجها، لكنها عشرة تقوم على المودة والرحمة كما قال الله في القرآن الكريم “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً”.
نحن ننادي بأن تنال المرأة كل حقوقها في التعليم والعمل، وأن تكون شريكة للرجل في كل مناحي الحياة دون تفرقة أو تمييز، لكننا لا ننادي بأن تتخلى المرأة عن واجباتها الأسرية في تربية أبنائها ورعايتهم من كل النواحي، لذلك أنا أختلف مع الناشطات المصريات اللاتي يقمن من وقت لآخر بطرح قضايا معينة في إطار دفاعهن عن حقوق المرأة رغم أن هذه القضايا لا تفيد المرأة في شيء، لكنها تخلق جدلا لا فائدة من ورائه. ومن أمثلة ذلك قيام بعضهن بطرح قضية أن المرأة غير ملزمة بإعداد الطعام لزوجها وغير ملزمة بإرضاع أولادها، وأنه لا يوجد في الشرع ما يلزمها بذلك! وأنا هنا لا أناقش صحة هذا الكلام أو عدم صحته، فالعارفون بالشرع أولى مني بذلك، لكنني في الوقت نفسه لا أرى ضرورة لطرح هذه القضية وغيرها من القضايا التي تستفز الكثيرين في المجتمعات العربية، ولا تعود بالنفع على المرأة.
فمسألة طهي المرأة لزوجها وأولادها عملية تخضع لظروف كل أسرة وقدراتها المادية، فهناك من يأتي لزوجته بخادمة أو أكثر كما يحدث لدينا في المجتمعات الخليجية وكما يحدث لدى المقتدرين في مجتمعات عربية أخرى، لكن إذا لم تكن ظروف الأسرة تسمح باستخدام خادمة، هل يكون من العيب أن تقوم المرأة بالطهي لزوجها وأبنائها؟
ليس عيبا أبدا أن أقوم بالطهي لزوجي وأبنائي حتى إن كنت امرأة عاملة أذهب إلى عملي اليومي مثل زوجي.
وليس عيبا أن أساعد زوجي على صعوبات الحياة وعلى تربية أبنائي وأن أكون بحق مدرسة لأبنائي، والأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق. الإحسان إلى الزوج يعد من مكونات المودة والرحمة التي ذكرها الله في القرآن وليس إذعانا أو انتقاصا من شأن المرأة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية