من قصص هذا الزمن العجيب، قصة سيدة عربية خافت الزواج برجل متزمت يحاكمها على الصغيرة والكبيرة، ويرصدها في كل نظرة أو التفاتة، فانبهرت بـ “المتفتح” الذي تعلم في الغرب، وجاء ليعمل في وظيفة مرموقة، وأغرقها بالهدايا الفاخرة، وتم الزواج وعاشت أياما وكأنها في الجنة، وتخلت تدريجيا عن ثيابها التي كانت تتسق مع نشأتها وتربيتها في عائلة محافظة إرضاء لهذا الزوج “المتفتح” الذي تأثر بالثقافة الغربية وتخلى عن الغيرة الطبيعية التي يمارسها كل رجل بالمستوى الذي يسعد الزوجة ولا يزعجها.
أصبحت تلبي رغباته في ارتداء الملابس التي تكشف عن مفاتن جسدها، والرقص مع أصدقائه المخمورين، وتطور الأمر حتى وجدت أن هذا الزوج لا يعرف أية درجة من درجات الغيرة، لينتهي بها المطاف بالوقوف أمام القاضي في محكمة الأسرة طالبة الطلاق للهروب من جحيم الانحلال الذي وجدت نفسها فيه تدريجيا، والذي كانت بدايته الانبهار بالمتفتح الذي سيخلصها من تحكم الرجل الشرقي الملتزم الذي سيسألها عن ملابسها وتحركاتها.
هذه القصة الحقيقية أصابتني بالحزن الشديد، فهذه المسكينة هربت من نموذج مزعج إلى نموذج أكثر إزعاجا، هربت من جحيم التزمت إلى جحيم الانحلال الأخلاقي.
وكما قال شكسبير “ليس كل ما يلمع ذهبا”، فالانبهار بالمقدمات الأولى والصور المبهجة التي يصنعها بعض الرجال يمكن أن يتحول إلى كوابيس، خصوصا أن الزواج لا يقبل التجربة دون خسارة.
زبدة القول لكل بنات حواء: لا تتعجلي ولا تنبهري بالفارس الذي يبشرك بالحرية ويعطيك ثقة مزيفة، فما يجوز في الثقافة الغربية لا يجوز في الثقافة الشرقية.