شريحة واسعة من نواب 2018 “دم ضروسهم الحديث عن المواطن”، خصوصا في القضايا التي تخص الشأن المعيشي والاقتصادي والحياتي، ويبدو أن حساباتهم بعيدة تماماً عن ذلك، وعن ما ينشر في منصات التواصل الاجتماعي من عناوين وأخبار مهمة تتحدث عن يوميات الناس، يتوجب الحديث عنها، والإشارة لها، لكن ذلك لا يحدث، ولن يحدث، وتاريخ هؤلاء النواب يقول ذلك.
أسعار ترتفع لتضرب رقما قياسيا في كل شيء، فواتير معيشة باهظة، وحديث مستمر عن المسؤوليات الأسرية المتزايدة، كل ذلك لا يلقى منهم اهتماماً، فإذا كانت هذه المواضيع لا تهمهم، فما الذي يهمهم إذاً؟ وما الهدف من وجودهم من الأصل.
حين يتحدث بعض النواب عن مسألة تجديد وقف الأقساط، أو تحسين الوضع المعيشي، أو علاوة المتقاعدين، نرى زملاء لهم “خرس” لا صوت لهم، ولا ناقة ولا جمل، بسبب الحسابات الأنانية المعشعشة بأذهانهم هم، والتي لن تأتي لهم بأي ثمار تذكر، و”غدا لناظره قريب”، واجب النائب الأول والأخير هو التعبير عن الإرادة الشعبية، وعن احتياجات أبناء البلد، وأن تكون هذه الاحتياجات بوصلة مسار له، وحركة، وعملا، واقتراحات، وأن يتذكر بكل شاردة وواردة أنه لا يمثل نفسه، بل ناخبيه.
كل هذه التفاصيل باتت غائبة عن أذهان وضمائر بعض النواب، ممن يحاولون اليوم التأثير على وجدان المواطن، سواء بمنشورات حساباتهم في التواصل الاجتماعي، أو اللقاءات العابرة مع الأهالي “الناخبين”، أو غيرها من الوسائل، لكنني أجزم وأراهن هذه المرة على الوعي العام، والذي سيقلب الطاولة على كل من خذل الناس، وأحبطهم.