العدد 5028
الخميس 21 يوليو 2022
banner
“وين القطاوه”؟
الخميس 21 يوليو 2022

سوالف النواب ولا أغرب منها، ولا أعجب، أستمع منها الكثير و”أمشيها”، لكن تستوقفني بعضها، لربما من الضحك، أو بسبب الغضب والتأفف، وربما الاندهاش، أشارككم ثلاثا منها بمتن مقال اليوم.
الأولى، لمواطن حكى لي قصة مقززة مع أحد النواب، حيث ذهب إليه شاكيا حالته المالية الصعبة، وأنه لا يعمل ولا يقدر على تحمل مصاريف الحياة اليومية، وكان الأحرى بالنائب هنا - كما هو متعارف - بأن يوصي له برسالة إلى صندوق الزكاة، أو المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، أو يحدث معارفه من التجار أو المقتدرين لمساعدته، لكن ما حصل كان خلاف ذلك. سأل النائب المواطن: “كم المبلغ اللي ممكن يعدل وضعك”؟ أجابه المواطن: “اللي الله يقسمه”. رد النائب: “ألفين دينار زين؟”، أجاب المواطن بسعادة: خير وبركة.
فأشار النائب لمراهق كان يتحرك بالعجلة الهوائية أمامهما، وقال: “مر عليه بكرة وخذ منه المبلغ”، وبالفعل جاء المواطن اليوم الثاني لنفس المكان وجلس ينتظر هذا المراهق أكثر من ساعتين، وفي اليوم الثاني والثالث، وحتى رآه، ذهب إليه وطلب منه المبلغ، فأجابه المراهق وهو يأكل الآيسكريم ويضحك: “اشفيك انت مينون”؟
القصة الثانية، لنائب جاءه مواطن يسأله عن طلبه الإسكاني والمؤرخ في 2011، قائلاً “عندي سبعة أولاد، وأنا بحاجة ماسة للمسكن”، فسأله النائب: “عندك سبعة؟ وطلبك في 2011 يعني الإنتاج عندك بمعدل طفل سنوياً، ليش ما ترحم المرأة وتهدي الأمور شوي؟”.
القصة الثالثة، لنائب اتصل به نائب آخر وطلب منه لقاءه لأمر مهم، ومعه شخص يريد أن يحدثه بذلك، وبالفعل استجاب النائب لذلك، وانتظرهم في مكتبه ظهراً، فجاء النائب الآخر ومعه فتاة بحرينية الأب، والدتها روسية، ولا تتقن اللغة العربية وبيدها رسالة. بعد السلام، عرضت الشابة على النائب رسالتها المكتوبة باللغة الإنجليزية، متسائلة بها عن أسباب اختفاء القطط من المنطقة التي تسكن بها، والتي يمثلها النائب المذكور، وأن الأمر أتعب نفسيتها، وأنه غير مقبول.
تطلع إليها النائب للحظة، قبل أن ينظر لصديقه قائلاً: قبل ما تجيبها، عندك خبر عن هذا الموضوع، فأومأ النائب الآخر برأسه موافقاً، في حين كانت الشابة تردد على مسامعه بإصرار قائلة: “وين القطاوه؟”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .