غلاء الأسعار طال كل شيء، وأي شيء، حتى حليب الأطفال لم يسلم منه، والأسباب والاتهامات حول ذلك مختلفة، فهناك من يقول إنها الحرب الروسية الأوكرانية، وهناك من يشير إلى ارتفاع أسعار الشحن البحري، وآخرون يتحدثون عن ارتفاع أسعار النفط العالمية، وزيادة كلفة استهلاكها للمستخدم المحلي.. كل هذه الأسباب لا تهم المواطن، ولا تعنيه، مع وقوفه وحده اليوم بمواجهة موجة غلاء غير مسبوقة، ونسبة تضخم واضحة، وثبات في المدخول، وغير ذلك.
ويواجه أيضا عجز بعض الأجهزة الطبية في تلبية احتياجاته واحتياجات أولاده أولاً بأول، فمواعيد مستشفى السلمانية المتباعدة جداً حدث ولا حرج، وحالة قسم الطوارئ ليست بمعزل عن ذلك أيضاً، حيث يضطر المراجعون أحياناً للانصراف دون أخذ العلاج، منها موقف تعرضت له أنا شخصيا قبل عدة أسابيع.
هذا الواقع المؤسف، والمشهود، يحمل رب الأسرة اليوم، مسؤوليات كبيرة ومنهكة، ما بين سداد الالتزامات العائلية اليومية، ومصاريف الزوجة والأولاد، ومتطلبات العلاج والأدوية والتعليم، وهو وضع غير محتمل بالنسبة له، لأن مساحة الوفرة المالية لديه لا تساعد على ذلك كله.
كل ما يحدث أوجد حالة من الضنك للكثيرين، وقلة النوم والإجهاد النفسي والجسدي، خصوصا مع قرب استقطاع البنوك أقساطها المستحقة، ودنو مواجهة المواطنين واقعهم الجديد، والذي يتطلب تشديد ربط الحزام، وزيادة الضغط عليه بقوة، وإلا كان الإفلاس المبكر الواقع الذي لا مفر منه.
إدارة مصاريف الأسرة بحكمة لم تعد كافية في ظل الظروف الراهنة، والتي تحاصر المواطن من كل الاتجاهات، وتضيق له الخيارات والحلول، بل وتعدمها، وعليه نأمل من الدولة أن تضخ حزما اقتصادية جديدة، مشابهة لنظيرتها بزمن الجائحة، توجد خلالها الأمل والنجدة للناس، ودمتم بخير.