+A
A-

صحيفة الأهرام المصرية تنشر حوارا أجرته مع الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الدكتور مصطفى السيد

مصطفى السيد " للأهرام": المؤسسة تمثل بذرة الخير والعطاء التي أسسها عاهل البلاد المعظم لخدمة الإنسانية
السيد: نستلهم من جلالة الملك المعظم الرؤى الحكيمة للعمل الخيري ونسير على خطاه
السيد : سمو الشيخ ناصر بن حمد فارس العطاء فى العمل الخيري والإنساني، ويده ممدودة بالخير للجميع

نشرت صحيفة الأهرام المصرية حوار شامل مع سعادة الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الدكتور مصطفى السيد، حول " دور المؤسسة في تحقيق التكامل التنموي لدى المؤسسات الخيرية العربية، ودورها في دعم جهود الاغاثة الانسانية لمنكوبي ومتضرري العالم، برؤى ملكية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وبتوجيهات حثيثة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشئون الشباب.


وألقت الصحيفة، الضوء فى عددها الصادر يوم أمس السبت، على تاريخ مملكة البحرين العريق في العمل الإنساني على مستوى المؤسسات الرسمية والشعبية، وتجربة البحرين فى مزج العمل الإنساني بأهداف التنمية المستدامة، لتعزيز جهود الأمن والتنمية والاستقرار في العالم، واصفةً أمينها العام بأنه خير سفراء عاهل البلاد المعظم للأعمال الخيرية والإنسانية، وأحد فرسان العطاء المخلصين، راسم الفرحة والبهجة في قلوب الأيتام والأرامل، كما أنه استطاع وضع نهج ثابت لمبادئ العمل العمل الإنساني والعمل الخيري من خلال مؤلفاته الفكرية والأدبية.


وأكد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية أن المؤسسة تمثل بذرة الخير والعطاء التي أسسها عاهل البلاد المعظم المعظم مع بداية عهده الزاهر في 2001، وأن أكثر ما يميزها هو أن جلالة الملك المعظم هو الرئيس الفخري لها والذي نستلهم من رؤاه الحكيمة ونسير على خطاه، وسمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء من أكبر الداعمين والمساندين، وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيساً لمجلس الأمناء، موضحاً أن المؤسسة تعنى بكفالة لأيتام والأرامل ورعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم المساعدات الاجتماعية والصحية والتعليمية، والمساهمة في تخفيف الأعباء المعيشية عن الأسر المحتاجة، بالإضافة إلى القيام بأعمال الخير والبر والإحسان والنهوض بالدور الإنساني والإجتماعي والمساهمة في إنشاء وتنمية المشاريع الاجتماعية والخيرية وأعمال التنمية المستدامة والتنسيق مع الحكومة بتنفيذ برامج ومشاريع فى هذا المجال وأية أعمال خيرية وإنسانية.


ولفت إلى أن المؤسسة الملكية تعمل بإحترافية عالية لتسخير كافة الجهود والموارد على تقديم الرعاية الشاملة للأيتام والأرامل من خلال توفير الرعاية الشاملة من الناحية المعيشية والصحية والتعليمية والنفسية، وعمل الأنشطة والبرامج الاجتماعية التي تسهم بالإرتقاء بوضعهم المعيشي وتمكينهم في جميع المجالات ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع من طالبي ومستحقي للدعم إلى ذوات مستقلة تشارك في دعم عجلة التنمية والرقي بالوطن في جميع المحافل، منوهاً أن المؤسسة تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية للكافة إضافة إلى المهام والأعمال التي يأمر بها جلالة الملك أو يقرها مجلس الأمناء.


وتحدث السيد عن الخطة الاستراتيجية الجديدة التى تعمل وفقها المؤسسة حيث تضم أربعة أبعاد وهي "الموارد المالية للمؤسسة من حيث إيجادها وتنميتها واستدامتها على المدى البعيد، أما البعد الثاني فهو بعد العملاء وتحقيق أعلى معدلات الرضا والقبول داخل وخارج المملكة وتقديم الخدمات لهم ضمن أعلى معايير الحرفية والمهنية والمواصفات العالمية، فيما يركز البعد الثالث على جودة وكفاءة العمليات الداخلية في المؤسسة ومهنية الأنظمة، وذلك بالتوائم مع البعد الرابع وهو بعد النمو والتعلم والتدريب المستمر لرفع قدرات وطاقات ومهارات الموارد البشرية ومنتسبي المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية.


وحول العلاقات البحرينية المصرية فى العمل الإنساني قال إن عمق العلاقة الأخوية المتميزة التي تربط قيادتي مصر ومملكة البحرين هي المرتكز الأول والأقوى لأي عمل نقوم به في جمهورية مصر الشقيقة، كما أن ما قامت به مصر تجاه العرب في جميع النواحي الاقتصادية والثقافية والسياسية لا يمكن أن يقاس بأي عمل، مبيناً أنه وبتوجيهات من جلالة الملك المعظم الرئيس الفخري للمؤسسة وبقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء، قامت المؤسسة بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية في جمهورية مصر العربية ومن أهمها بيت الزكاة والصدقات المصري بقيادة فضيلة الإمام الأكبر فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.


وأشاد السيد بمشروع "حياة كريمة" المصري والذى يقام بإشراف شخصي مباشر وعناية كريمة من فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي،قائلاً إن فخامته عودنا على الاهتمام البالغ بالمواطن المصري وبالتطور والتنمية في جمهورية مصر العربية الشقيقة في جميع قراراته وبرامجه ومشاريعه، وان هذه المبادرة الرائدة التي أطلقها بهدف تحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا على مستوى الجمهورية، أسهمت بشكل واضح في الارتقاء بمستوى الخدمات الحياتية المقدمة لهم، وذلك ضمن حزمة من البرامج والأنشطة متعددة الأبعاد الخدمية والتنموية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تستهدف القضاء على جذور الفقر وملامسة إحتياجات الفقراء عن قرب، والعمل على توفيرها بصورة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم، وهذا خير دليل على إهتمام القيادة العليا في مصر بالعمل الخيري والإنساني وتأثيره الإيجابي الكبير.


ونوه إلى أن العمل الخيري والتطوعي في عالمنا العربي هو أسلوب حياة سواء للمحتاجين وللمتطوعين والعاملين في هذا المجال على حد سواء، وهذا لم يأتي من فراغ، وإنما هو ثقافة مجتمعية مترسخة في نفوس جميع العرب بمختلف جنسياتهم وديانتهم، حيث تنوعت وتعددت النماذج المشرفة للعمل الخيري والتطوعي في الدول العربية، من خلال عدد من المؤسسات الرسمية أو الأهلية المتخصصة في هذا المجال، التي أجمعت لتؤدي رسالة سامية مشتركة هي تقديم خدمات جليلة للمجتمع من خلال تقديم كافة أنواع الدعم والمساعدة للمحتاجين والنهوض بالأوطان في جميع الظروف.


وأشار الأمين العام للمؤسسة إلى أن واقع العالم العربي به طيف واسع من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ومنها الفقر والبطالة واللاجئين، الأمر الذي يقود إلى عواقب وخيمة في الحاضر والمستقبل، ويمكن القول بأن التمويل المادي يعد أهم المعوقات التي تعترض جميع المؤسسات الخيرية في علمنا العربي في ظل الأزمات المالية العالمية وغياب الدعم الكافي من المؤسسات الربحية والشركات التجارية الخاصة لتبني مشاريع تنموية خيرية، حيث يتم الاعتماد الأكبر على التبرعات الشخصية للأفراد، داعيا لذا لضرورة التوجه إلى الاستثمار من خلال مشاريع الأوقاف الخيرية وطرح المبادرات الاستثمارية المختلفة، فلدينا العديد من المشاريع الضخمة التي تحتاج للدعم المتواصل لإنشائها وضمان إستدامتها، مع ضرورة التنوع في طرح المبادرات والمشاريع الإبداعية وعدم الإقتصار على المساعدات الاستهلاكية الطارئة والمتشابهة في أكثرمن مؤسسة داخل البلاد.


وتابع بالقول إن جامعة الدول العربية تلعب دوراً دوراً بارازاً فى تعزيز العمل الإنساني والخيري ولها مكانتها العريقة في تعزيز التعاون العربي المشتر ك بمختلف أنواعه وأشكاله، كما لها دور كبير ساهم في تدعيم مسيرة العمل التطوعي والإنساني باعتباره أحد القطاعات الحيوية التي تسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مختلف بلدان الوطن العربي ويحظى العمل الاجتماعي التنموي العربي المشترك باهتمام جامعة الدول العربية منذ تأسيسها، ونحن نشهد أثر هذا الاهتمام من خلال البرامج والخطط والمشاريع التي تعمل عليها الجامعة والتنسيق مع المنظمات العربية المتخصصة بالعمل الخيري والإنساني، ومن خلال العديد من المنظمات العاملة تحت مظلتها، حيث تسعى جامعة الدول العربية للنهوض بالعمل الإنساني وتفعيل دوره، ومن خلال تنسيق العمل والتعاون بين منظمات المجتمع العربي والدولي.


وأوضح أن اهتمام جامعة الدول العربية يصب في تأهيل كوادر عربية قادرة على مجابهة التحديات المعاصرة واستمرارا لسلسلة النجاحات التي حققتها الأمانة العامة في الآونة الأخيرة من خلال دعمها المتواصل لمنظمات المجتمع المدني المعنية بالتنمية المستدامة والتي توجت بإصدار وثيقة العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني، تلك الوثيقة التي تم اعتمادها من قبل مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بهدف تعزيز قدرات المجتمع المدني ومشاركته الفاعلة مع الحكومات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مضيفاً أن جامعة الدول العربية تعمل من خلال دعمها وتبنيها للعديد من المبادرات الإنسانية إلى نشر ثقافة التطوع وإبراز دورها في التنمية الشاملة للمجتمعات العربية، وتعزيز مبدأ الشراكة الفاعلة مع المنظمات والهيئات والمؤسسات والجمعيات التطوعية، ودعم جهود تفعيل المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص، والمساهمة في توجيه الطاقات الشبابية العربية لخدمة مجتمعاتهم.


وختم حديثه للصحيفة بالقول أحمد الله الذي أكرمني أن أعيش في وطن يعطي كل فرد فيه الفرصة للنجاح والتقدم، شريطة أن يجتهد ويثابر ويعمل بإخلاص، فقد عملت واجتهدت ونجحت إلى أن وصلت إلى هذه المكانة التى أنا عليها اليوم، لاقتاً إلى أن قام بتقديم مجموع متنوعة من المؤلفات العلمية و الإجتماعية و الثقافية، ومن أبزرها كتاب الإدارة الإستراتيجية الناجحة، بالإضافة إلى كتاب مبادئ العمل الإنساني والذي تم عمله بمبادرة إنسانية نبيلة بدعم كريم من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والذي قدم الكتاب لأول مرة في تاريخه.