قرأت باهتمام الخبر الذي نشرته “البلاد” أخيراً بعنوان “ضوضاء حديقة المحرق الكبرى يؤرق حياتنا”، والذي يوجز حال السكان القريبين والمتضررين من الحديقة، بسبب الضوضاء والصخب والإزعاج ومكبرات الصوت وغيرها.
وهذا الأمر ليس محصوراً على هذا المكان فحسب، إنما يطال مناطق أخرى عديدة، يضج سكانها من إزعاج الحدائق والمتنزهات والشوارع التجارية وسط الفرجان.
فما يحدث هو ببساطة نتاج غياب الدراسات الميدانية الدقيقة التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار موضوع الضوضاء وراحة الأهالي وأولادهم كأولوية، قبل البدء بأية مشاريع خدمية عامة وسط الفرجان، أو بالقرب منها.
مثل هذه الخدمات، أصبح ضررها أكثر من نفعها للناس، إذا ما كانت بهذا الشكل، والتي قد تفضي لحدوث المشاكل والشجارات ببعض الأحيان، فهي من ناحية مطلوبة، لكن بتخطيط جيد، تضمن فيه حقوق كل الأطراف، وعلى رأسهم أهالي المناطق الذين من حقهم الجلوس براحة في منازلهم.
وأتذكر بهذا الشأن، قصة أحد رجال الأعمال المعروفين، والذي اشترى قطعة أرض كبيرة لبناء مسكن له، وبينما كان بمنتصف مرحلة البناء، اكتشف أن الأرض المجاورة له، تم تخصيصها لمشروع خدمي معين، فقام بوقف أعمال البناء فوراً، وباع الأرض بالمبنى غير المكتمل بالخسارة، واشترى أخرى بمنطقة ثانية بعيدة.
من الأهمية، مراعاة ظروف الساكنين بالمناطق، قبل البدء بأية مشاريع خدمية أو بلدية أو تجارية، بتخطيط مسبق، والنظر باهتمام لموضوع الضوضاء والإزعاج والازدحام الذي سيحصل بالطرق، وبمواقف السيارات، فهذا حق مكتسب لأي مواطن.