+A
A-

"كلمة" يصدر "المعنى في المنحوتات العربية الشمالية القديمة"

أصدر مشروع "كلمة" في مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، كتاب: " المعنى في المنحوتات العربية الشمالية القديمة" من تأليف كِرستن إكسل، ونقله إلى العربية الدكتور يحيى عبابنة والدكتورة مودَّة عبابنة، وراجع الترجمة الأستاذ الدكتور محمود مبارك عبيدات.

وتبرز أهمية الكتاب من مصدر معلوماته الموثّقة في النقوش والمنحوتات، فقد صوَّر أصحابها في منحوتاتهم جميع أحوالهم الحياتية، ورسموا صورة للإنسان العربيّ، وأبرزوا جوانب شخصيته وطريقة تفكيره، مما جعل مؤلفة هذا الكتاب تحاول المقارنة بين صورتهم في نقوشهم وتلك الصورة التي يقدّمها الشعر الجاهلي، على الرغم من أنَّ هذه المنحوتات تعود إلى عصر أبعد من عصر الأدب الجاهلي.

ويمكن القول عن كتاب "المعنى في المنحوتات العربية الشمالية القديمة" إنه من الدراسات الجديدة في نظرتها إلى كتابة اللهجات العربية البائدة: الصفاوية والثمودية واللحيانية، مع تركيزها على النقوش الصفاوية، فهي تنظر إليها نظرة كُليَّة لا تعتمد التجزئة التي يعتمدها كثير من الباحثين الغربيين ومن سار على نهجهم من العرب، إذ تعتمد على النقوش في بيئاتها، وهذه النقوش مقروءة في الغالب، ولكن قراءتها كانت تعتمد الطريقة التقليدية النمطية التي سادت في بدايات الاهتمام بقراءة النقوش، وهي طريقة مفيدة تقدّم مادة النقش الموثّقة التي تعدُّ خطوة من الخطوات التي يمكن اعتمادها في دراسة أساليب الحياة واللغة فيها.

وقد انصبَّ جهد المؤلفة على إبراز عدد من الموضوعات، أهمها الطريقة المنهجية التي تعاملت فيها مع المنحوتات من حيث تحديد المشكلة والمنهج والهدف، محاولة الوصول إلى ربط هذه المنحوتات مع نظائرها في الشعر العربي الجاهلي، معتمدة على عدد من شعراء الجاهلية وبعض شعراء العصر الإسلامي، وحددت المقصود بأصحاب هذه النقوش مركّزة على النقوش العربية الصفاوية والثمودية واللحيانية والحسمائية المتناثرة في جزيرة العرب وبواديهم الأخرى، وقد اهتمت بالفن الصخري والكتابة على الجدران في محاولة منها لربط الحضارة العربية الجاهلية بنظائرها من الحضارات القديمة في أوروبا وأفريقيا وأمريكا، وهو أمر حاولت فيه إثبات أن الناس كافة كانوا يستخدمون هذه الفنون للتعبير عن أوجه الحياة المختلفة.

وكان مما قدمته في هذا الكتاب المهم تلك النتائج المهمة عن التتابعات والنص والموتيفات والصور والكتابات والرموز القداسية محاولة ربط الكتابات العربية الثابتة مع الكتابات الأخرى في المنطقة، كالإغريقية والرومانية وغيرها، بل لقد وصلت إلى مقارنة ذلك ببعض الكتابات الإسلامية المبكرة.

المؤلفة كِرستن إكسل، حاصلة على الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة غوتبورغ عام 1980 عن رسالتها "أسلوب الإضافة في اللهجات العربية الحديثة"، عملت أستاذةً في اللغة العربية من سنة 1988-2001 في جامعة ستوكهولم، ثم عملت أستاذة لفقه اللغات السامية في جامعة كوبنهاجن من 2001-2013، وتعمل منذ عام 2013 إلى الآن أستاذاً زائراً في جامعة ستوكهولم. وهي مهتمة بالتغيرات التاريخية في اللغة العربية وآدابها والتبادل الثقافي بين العالم العربي وأوروبا. ومن مؤلفاتها: "دراسات في الأدب العربي والثقافة الفارسية"، و"دراسات في الصورة الشعرية في شرق آسيا وحوض المتوسط"، و"الحدود وما وراءها: تقاطع والتقاء في الأدب العربي الحديث"، و"وصف الماء في الشعر الجاهلي"، و"المعنى في المنحوتات العربية الشمالية القديمة".  ​

فيما يأتي المترجم الدكتور يحيى عبابنة، من مدينة إربد في الأردن، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية في عمان 1979، والماجستير في اللغويات من جامعة اليرموك في إربد 1985، والدكتوراه في اللغويات من جامعة عين شمس في القاهرة 1990، وهو باحث ومحقق في العلوم اللسانية واللغات السامية والدراسات المقارنة، ومن مؤلفاته: "معجم المشترك اللغوي العربي السامي"، و"مقدمة في اللسانيات الإدراكية"، و"بنية الفعل في اللغة العربية والمجموعة السامية الجنوبية"، و"اللغة الكنعانية"، و"النظام اللغوي للهجة الصفاوية"، و"اللسانيات المعاصرة المقدمات والتطبيقات والمناهج"، واللغة المؤابية في نقش ميشع"، و"اللغة النبطية". وقد عمل أستاذاً في جامعتي مؤتة واليرموك في الأردن.

أما المترجمة الدكتورة مودة عبابنة، فهي من مواليد القاهرة 1989 حاصلة على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من الجامعة الأردنية للعلوم والتكنولوجيا، ودرجة الماجستير في تخصص الأمراض الجلدية من الجامعة نفسها، عملت في مستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي من سنة 2013-2018، وهي طبيبة أخصائية في الأمراض الجلدية والعلاج بالبلازما. شاركت في دورات تدريبية في تخصصها في بريطانيا في مستشفيات وزارة الصحة 2017، ولها جهود في الترجمة عن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، من أعمالها المنشورة: مقارنة بين طريقتين علاجيتين مختلفتين عن طريق استخدام الكي بالتثليج لعلاج الثآليل الفيروسية.