كنت أتجنب التحدث بالعربية
أول مدربة بحرينية لركوب الدراجات لـ “البلاد”: تخطيت حاجز العيب.. ودرّبت ألف امرأة وأسست فريقا نسائيا
قطعت 850 كيلومتراً على الدراجة متنقلة بين 4 دول
كانت الفترة القصيرة التي عاشتها سارة السماك في كندا في سن المراهقة السبب في تعلقها بدراجتها الهوائية والشرارة الأولى لوصولها إلى المنافسات العالمية في هذه الرياضة، ولتكون بعدها أول مدربة بحرينية معتمدة لتعليم ركوب الدراجة الهوائية.
السماك التي استطاعت تخطي حاجز “العيب” ونظرة الناس لتشكل أول فريق نسائي لممارسة رياضة الدراجات الهوائية يضم مجموعة متنوعة من الجنسيات من مختلف الأعمار، تحكي لـ “البلاد” رحلتها مع الدارجة الهوائية خلال 16 عاماً وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته معها “البلاد”.
كيف كانت بدايتك مع رياضة الدراجة الهوائية؟
في سن 16 عاماً عندما تواجدت لفترة قصيرة في كندا بدأت بركوب الدراجة الهوائية وصرت شغوفة بهذه التجربة التي كانت حينها من أجل المتعة فقط، تعلمت ما استطعت حينها بنفسي من تجربتي الفردية، وبعد عودتي إلى البحرين لم أجد فرصة لممارسة الرياضة التي كانت أشبه بالعيب لدى المجتمع.
ما هي التحديات التي واجهتها وكيف تجاوزت تلك المرحلة؟
في العام 2006 بعد عودتي من كندا بدأت بركوب الدراجة الهوائية في منطقة عوالي حيث كانت ممارستها أسهل دون حواجز بين الأجانب، وحينها كنت أتجنب التحدث بالعربية حتى لا يعرف أحد أنني بحرينية.
وبعد أن بلغت سن العشرين تحديت نفسي في ممارسة هذه الرياضة رغم كل التحديات والخجل المجتمعي الذي ينظر به لكل من يمارس ركوب الدراجة الهوائية حينها.
توجهت لشراء أول دراجة لي من محل يعمل فيه بحرينيون وكان الاستغراب بادياً على وجوههم عندما علموا أني أشتري الدراجة لنفسي، حينها لم أحظَ بالقبول وأنا أمارس الرياضة حيث كانت الأعين تلاحقني، تعرضت لمضايقات وكان هناك من يقف ليلتقط لي صوراً وأنا على الدراجة هكذا كان الوضع قبل تحدي (الرجل الحديدي) الذي يقام في البحرين لم يكن من السهل تقبل فكرة السيدات على الدراجات في الشوارع.
ما الذي دفعك لكسر هذا الحاجز؟
أشعر بالحرية وأنا أقود دراجتي في الهواء الطلق، هي مساحتي الخاصة ووقتي الذي أختلى فيه مع ذاتي، وهو الشغف والمتعة، وكل من دربتهن على قيادة الدراجة وكل من يمارسها من السيدات يشعر بهذا الإحساس، كان شغفي بالدراجة دافعاً لأستمر طيلة هذه السنوات لممارسة ما أحب فهي رياضة خفيفة لا ترهق المرأة جسدياً، وفي المقابل تعود عليها نفسياً وجسدياً بالنفع كما تساعدها في خسارة الوزن.
ما هي الإنجازات التي حققتها في رياضة ركوب الدراجة الهوائية؟
حصدت العديد من الميداليات المحلية والدولية، وشاركت في سباق “سبينس دبي 92” للدراجات وهو سباق يقطع فيه المشاركون 92 كيلومتراً حول مدينة دبي.
كما شاركت في سباق “دولوميت “ الذي يقام فوق جبال الألب وكنت أول عربية تشارك في هذا السباق بين 9 آلاف راكب للدراجات من جميع أنحاء العالم لهذا الحدث.
كما كنت أول بحرينية تشارك في مبادرة ركوب الدراجات في العام 2014 وهو سباق دراجات خيري أقيم في ألمانيا من بودابست خلال 7 أيام، حيث قطعت 850 كيلومتراً على الدراجة متنقلة بين 4 دول.
تمكنت من التأهل لمنافسات بطولة “جراند فوندو “العالمية المقامة في إيطاليا، إلا أن التزاماتي العائلية ودخول ابنتي المدرسة في الوقت ذاته حال دون مشاركتي.
في 2018 حصلت على شهادة “بريتش بايك”، وهي شهادة تمنحها الهيئة الوطنية المسؤولة عن ركوب الدراجات في بريطانيا، وكنت أول مدربة بحرينية معتمدة من بريطانيا لتعليم ركوب الدراجة الهوائية.
أسستِ أول فريق نسائي لقيادة الدراجات الهوائية في البحرين، لماذا أخذتِ هذه الخطوة وكيف كانت البداية؟
أدركتُ أنه لا توجد مجموعات للدراجات الهوائية خاصة بالفتيات، كما أن كثيراً من السيدات لا يفضلن مشاركة الرجال في هذه الرياضة لأسباب كثيرة منها رفض ذويهم المشاركة مع مجموعة الرجال.
والبداية كانت بعد ولادة ابنتي منذ سبع سنوات لم أتمكن من ممارسة ركوب الدراجة الهوائية في الأوقات المعتادة فجراً التي كنت أمارسها في الزلاق، فقررت مع صديقتي التي تعيش الظروف العائلية ذاتها الخروج معاً في جولة انطلقنا من منطقتنا في سار لنكسر هذا الحاجز.
ولاقت صورنا على “الإنستغرام” إعجاب الفتيات وشكّلنا فريقاً بدأ من 5 سيدات ووصل إلى أكثر من 25 سيدة من مختلف الجنسيات بينهن الأميركيات والبريطانيات والآسيويات فضلاً عن البحرينيات، انتظمت في هذه المجموعة ترافقنا في كل جولاتنا سيارة المصاحبة لاحتياطات الأمن والسلامة فضلاً عن وجود فني لتصليح أي عطل يصيب الدراجة.
هل تأسيس هذه المجموعة دفعك للحصول على شهادة احترافية في التدريب؟
نعم، شعرت بالمسؤولية التي ألقيت علي بأن أحافظ على سلامة المشاركات وحصلت على الشهادة من بريطانيا وأصبحت أول مدربة معتمدة بحرينية لتعليم ركوب الدراجات الهوائية، وأتعامل مع جميع الفئات العمرية من عمر 5 أعوام وكانت أكبر المتدربات في سن 75 عاماً.
خلال 5 سنوات استطعت تدريب ألف فتاة وسيدة من جنسيات وأعمار مختلفة، بدءاً من كيفية الموازنة وقواعد السلامة وتقنيات الركوب والاستعداد للطريق.
كما أستخدم منصة الانستغرام لإيصال كل المعلومات فيما يخص المحافظة على السلامة واختيار الدراجة والملابس الخاصة تجنباً للأخطاء.
ما نصيحتك للمشاركات في رياضة ركوب الدراجة الهوائية؟
على الراغبات في ممارسة ركوب الدراجة الهوائية اختيار الوقت المناسب وهو في أوقات الفجر أو الصباح المبكر من أيام الإجازات والجمع، وذلك لقلة الازدحام واعتدال الجو وحفاظاً على سلامتهن، واختيار الأماكن المخصصة لركوب الدراجات في الزلاق وخليج البحرين ودلمونيا وديار المحرق ومدينة سلمان، كما أنصح بالخروج في مجموعات.
ما الذي تطمح إليه سارة بعد هذا المشوار في رياضة ركوب الدرجات؟
حالت جائحة كورونا دون مشاركتي في سباق يقام بفرنسا تعادل صعوبتها “تور دو فرونس” طواف فرنسا لغير المحترفين في قيادة الدراجات الهوائية وأطمح للمشاركة في هذا السباق العالمي، أما على الصعيد العام، أتمنى ان أرى مزيداً من الفتيات اللاتي يمارسن هذه الرياضة في الشوارع.
اليوم العالمي لـ “السياكل”... هواء أنظف وازدحام أقل
اعتمدت الأمم المتحدة في 12 أبريل 2018 باعتبار 3 يونيو من كل عام يوماً رسمياً عالمياً للأمم المتحدة للتوعية بشأن الفوائد الاجتماعية المتعددة لاستخدام الدراجة لأغراض النقل والترفيه، اعترافاً بمزايا الدراجات الهوائية وتعدد استخداماتها، كونها وسيلة نقل مستدامة بسيطة وميسورة ونظيفة ومناسبة للبيئة، ولها تأثير إيجابي على المناخ.
التنمية المستدامة
يلفت اليوم العالمي للدراجات الهوائية الانتباه إلى فوائد استخدام الدراجة وسيلة نقل بسيطة، وبأسعار معقولة، ونظيفة، ومستدامة بيئياً.
وتساهم الدراجة في هواء أنظف وتقليل الازدحام وتجعل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأخرى في متناول السكان الأكثر ضعفاً.
ويعد نظام النقل المستدام الذي يعزز النمو الاقتصادي ويحد من أوجه عدم المساواة مع تعزيز مكافحة تغير المناخ أمراً بالغ الأهمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
معلومات أساسية
وحثت الجمعية العامة للأمم المتحدة العامة المعنيين واصحاب المصلحة على توكيد استخدام الدراجة الهوائية وتطوير استخداماتها بوصفها وسيلة لتعزيز التنمية المستدامة وتقوية التعليم بما في حصص الرياضة البدنية وبما يعزز صحة الأطفال والشباب وليكون وسيلة للوقاية من الأمراض، وتعزيز التسامح والتفاهم المتبادل والاحترام وتيسير الشمول الاجتماعي وثقافة السلام. ورحبت بالمبادرات الرامية إلى تنظيم فعالية لركوب الدراجات الهوائية على الصعد الوطنية والمحلية، بما يعزز الصحة البدنية والعقلية فضلاً عن الرفاهية وتطوير ثقافة ركوب الدراجات الهوائية في المجتمع.