+A
A-

وزيري الثقافة الإماراتية والعراقي يثمّنان دور جائزة الشيخ زايد

ثمّن وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي الدكتور حسن ناظم، أثناء جولته في الدورة 31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الدور الكبير والمحوري لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي تُعدُّ إحدى أبرز الجوائز الأدبية العربية، في تثبيت أركان الثقافة العربية، والترويج للمبدعين على المستويين الإقليمي والعالمي.

وكان في مقدّمة مستقبلي الضيف والوفد المرافق له معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، وسعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعيد حمدان الطنيجي، مدير مركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وعدد من الشخصيات الرسمية والمثقفين والإعلاميين.

تجول معاليه برفقة معالي نورة الكعبي ود. علي بن تميم والوفود المصاحبة في أروقة الدورة الـ 31 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يختتم فعالياته اليوم الأحد 29 مايو، حيث تفقدوا الأجنحة المشاركة.

وأثرى معاليه العديد من الجلسات والندوات الأدبية، ومن أبرزها مشاركته في ورقة بحثية ضمن جلسة الاحتفاء بعميد الأدب العربي طه حسين، شخصية المعرض المحورية لهذا العام، أضاء من خلالها على الكثير من الجوانب المهمّة في حياة وسيرة الأديب.

وأشاد معاليه بجهود مركز أبوظبي للغة العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تخدم الثقافة العربية وتسهم في الارتقاء بحراك النشر والترجمة وترعى المثقفين والمبدعين، موضحاً أن الاحتفاء بالمبدعين ومشاريعهم هو احتفاء بالهوية العربية والإنسانية.

وهنّأ معاليه الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب بمختلف فروعها والأستاذ الدكتور عبد الله الغذامي على نيله لقب شخصية العام الثقافية ضمن جائزة الشيخ زايد للكتاب، مؤكداً أنه قامة أدبية ونقدية كبيرة ساهمت منذ منتصف الثمانينات في تناول العديد من الموضوعات القيّمة في مجال النقد، موضحاً أن لجهود ومؤلفات الغذامي دوراً مهماً وفاعلاً في إحداث نقلة نوعية في الخطاب النقدي العربي، وأنها أثرّت بشكل كبير على مناهج النقد الأدبي الحديث ترجمة وتطبيقاً وأتاحت المجال بشكل جليّ نحو تأكيد حضور الطرح النقدي العربي الأكاديمي الواضح.

كما توجه معالي الوزير بالتهنئة للأستاذ الدكتور محسن الموسوي، أستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا – نيويورك، الفائز بالجائزة ضمن فئة "الثقافة العربية في اللغات الأخرى"، حيث أكد معاليه أن جهود الموسوي ساهمت في إثراء المكتبة بالكثير من المؤلفات المهمّة التي أسهمت في تعريف الثقافات الأخرى على أصالة موروثنا الثقافي والإبداعي، مشيراً إلى أن تثمين هذه المشاريع الثقافية الاستثنائية من قبل الجائزة يدلّ على مدى شموليتها وعمقها واهتمامها ببناء جسر من التواصل المعرفي والإنساني بين شعوب العالم.

وأكد معاليه أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعدّ فرصة مثالية لتعزيز الحراك الثقافي في المنطقة العربية فهو وبعد ثلاثة عقود بات منصّة تحشد نخب المثقفين العرب والأجانب ليلتقوا على قاعدة من الإدراك والوعي المشترك، لافتاً إلى أن المعرض أعاد دفع عجلة استمرارية قطاع النشر، وعزّز من حضورها بعد موسم من التوقّف ما سيعيد الألق من جديد للكتاب والمعرفة، كما أوضح أن اختيار عميد الأدب العربي طه حسين شخصيةً محوريةً تكريم مستحق لهذه القامة الأدبية الرفيعة يغرس الاهتمام بالثقافة العربية في نفوس الأجيال المقبلة.

وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب على دور المعرض في تشجيع صناعة النشر، وتعزيز مكانة الكتاب في ظل التطور التكنولوجي وانتشار المحتوى الرقمي، مثمنةً الجهد الكبير المبذول في الإعداد لجائزة الشيخ زايد للكتاب ودورها في تعزيز مساهمة صناع الثقافة والمفكرين والمبدعين والناشرين، وخاصة الشباب ودعمهم على المضي قدماً لإثراء الحياة الثقافية والأدبية في المنطقة العربية، في جائزة تحمل اسم راعي الثقافة الأول المغفور الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

وأشادت معاليها بالتنوّع الكبير التي تميّزت بها الدورة الحالية من معرض أبوظبي للكتاب، إضافة إلى الفعاليات المصاحبة مثل الندوات المباشرة وسينما الصندوق الأسود وغيرها، مشيرة إلى أن معرض أبوظبي كان ولا زال أحد أهم الفعاليات الثقافية في الدولة والمنطقة، يقدّم الجديد والمميز ليس فقط من عناوين مختلفة ومتميزة في تنوعها الثقافي بل يتعداه لطرح أفكار وأساليب متجددة في التفاعل مع جمهور المعرض.

وشكرت وزير الثقافة العراقي على مشاركته المؤثرة في الدورة الحالية من المعرض، كما وجّهت شكرها وتقديرها إلى القائمين على تنظيم المعرض وخاصة مركز أبوظبي للغة العربية برئاسة سعادة د. علي بن تميم وكل طاقم العمل.

ورحّب الدكتور علي بن تميم بزيارة الوزير وحضوره الذي أثرى المعرض من خلال مشاركته في العديد من الجلسات والندوات ولقائه المثقفين، مؤكّداً أن معالي الوزير ليس شخصية غريبة عن الحراك الثقافي، بل هو شخصية بارزة لها العديد من المساهمات المهمّة على صعيد الترجمة، ولمعاليه مجموعة من الأعمال المنشورة ضمن مشروع "كلمة" للترجمة الذي يسعى لإحياء حركة الترجمة في العالم العربي. كما أن معالي الدكتور حسن ناظم كان من أوائل المشاركين في مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة في نسخته الأولى عام 2012،  حيث يهدف المؤتمر إلى تعزيز دور الترجمة في بناء الجسور بين الحضارات والأمم، وبحث سبل تطوير قدرات المترجمين الشباب، ودعم الجيل القادم لمواصلة مسيرة نقل الثقافة والعلوم والفنون من وإلى اللغة العربية، وكذلك إعداد المترجمين المدرّبين في مختلف المجالات.

وشارك في العديد من الجلسات الحوارية وقدّم أوراقاً بحثية وسجّل مداخلات مهمّة أثرت أجندة المعرض الثقافية، كما احتفى بأدباء وكتّاب الإمارات والعالم العربي والتقى برموز وشخصيات ثقافية إضافة إلى زيارة العديد من الأجنحة ودور النشر العراقية المشاركة في المعرض.

 

واقع الرواية العربية بين الحضور والغياب

 ناقش معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدورته الـ31، التي ينظمه مركز اللغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي، واقع الرواية العربية حول العالم وأثر الترجمات على تقديمها للقرّاء، ودور الجوائز في تعزيز حضورها وانتشارها وغيرها من المضامين، وذلك خلال جلسة حوارية عقدت الخميس الماضي، استضافت الدكتور محسن الموسوي أستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا – نيويورك، والبروفسور البريطاني روجر ألين، أستاذ اللغة العربية والأدب المقارن في قسم لغات وحضارات الشرق الأدنى بجامعة بنسلفانيا الأمريكية.

وأكد الموسوي الفائز هذا العام بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فئة "الثقافة العربية في اللغات الأخرى"، خلال الجلسة التي أدارها الدكتور بلال الأورفه لي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الأمريكية في بيروت، أن الرواية العربية المترجمة إلى اللغات الغربية لم تنل الاهتمام الفعّال من العالم الغربي، كما حدث مع روايات أمريكا اللاتينية التي نالت اهتماماً كبيراً.

وأضاف: "الرواية العربية لم تأخذ حقّها في الانتشار لمحدودية عدد المترجمين في العالم الغربي، والكتب التي ترجمت عن العربية لا تزال قليلة نسبياً، لأنها بحاجة إلى تمويل ورصيد جيد".

في الوقت ذاته أشار الموسوي إلى أن الجوائز أتاحت الفرصة لانتشارات معيّنة من الروايات، إلا أن علينا الاعتراف بأن الرواية العربية لم تكن مؤثّرة بشكل كبير عالمياً كما رواية أمريكا اللاتينية، وهذا ما أكدت عليه البحوث الأكاديمية، موضحاً أن القدرة على جذب الاهتمام والتمعّن في رواية الآخر لا يمكن أن تتم إلا عبر وسيط نقدي سواء كان المؤسسات الأكاديمية، أو الكتّاب الصحفيين، لتكون قادرة على جذب الاهتمام كما حدث مع أدب أمريكا اللاتينية.

وقال روجر آلن: "ترجمتُ 43 رواية للعربية، ومن خبرتي الطويلة أرى أن هناك أبحاثاً عن الواقع العربي، لكن اليوم تتزايد مشكلة المنفى، ما يعزز الحاجة إلى المعرفة بنوعية ما يتم ترجمته، وما الذي يحاول كاتب النص الأصلي التطرق إليه".

وأوضح آلن يوجد فرق كبير بالنسبة لاستقبال الترجمات في لغات مختلفة، ومن بينها الثقافة الأنجلوسكسونية وهناك أسباب لذلك، واستقبالها مختلف عن استقبال الروايات العربية في فرنسا، وهناك عدة مبادرات في بريطانيا لكن لا توجد أي مبادرة في أمريكا، وألححت على أن تكون عندي علاقة خاصة بكل رواية ترجمتها. وقد أشار أحد زملائي إلى ندرة ترجمة الروايات الصادرة في المغرب العربي إلى الإنجليزية، مقابل تركّز الترجمات على ما يصدر في مصر.

 

"100كتاب وكتاب" 

ناقشت جلسة "مائة كتاب وكتاب: كتب عربية أثرت العالم" ،التي نظمها معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022 ضمن أجندة فعالياته الحافلة، الأثر الواضح للقوائم الموثوقة والمعتمدة للكتب العربية التي أثرت الثقافة العالمية ومثّلت إضافة إلى المعرفة الإنسانية، ووفّرت مادة معرفية يحتاج إليها القارئ العربي المقبل على اكتشاف الكنوز الإبداعية العربية على مرّ العصور. كما سلّطت الجلسة الضوء على مجلة "المركز" التي يصدرها مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع مؤسسة دار "بريل" للنشر.

تناول الدكتور خليل الشيخ، ناقد وباحث وأكاديمي وأحد أعضاء هيئة تحرير الكتاب، في القسم الأول من الجلسة فكرة مشروع "مائة كتاب وكتاب"، التي طرحها سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، بهدف إيصال كنوز المعرفة العربية إلى العالم، التي تفاعلت مع العديد من الحضارات الأخرى لينتج عن ذلك أدباً عالمياً، لم يقتصر على الدول الأوروبية والأمريكية، بل امتد من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب. وقد بين الدكتور الشيخ طبيعة بنية الكتاب وترتيبه وفلسفة ذلك الترتيب.

وأشار الدكتور أورفه لي إلى أن الكثير من الكتب العربية غير معروفة، موضحاً أن كثيراً من إنجازات الحضارة العربية لا يعرف عنها العرب، فكيف الغرب .  مستشهداً بقول أحد الفلاسفة الفرنسيين: "لو أنه تعرف على أبو العلاء المعري ما كان كتب أبداً"، موضحاً أن كثيراً من إنجازات الحضارة العربية لا يعرف عنها العرب، فكيف الغرب. وأوضح الدكتور أورفه لي أن هدف مشروع "100 كتاب وكتاب" هو عرض التنوّع الأدبي والجغرافي والثقافي في الحضارة العربية، وإظهار السمات والأجناس الأدبية التي أثرت الأدب العربي.

ولفت الدكتور أورفه لي إلى أن هذه بداية المشروع فقط، وسيتم العمل على ترجمات للمشروع للغات الحية: كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية وغيرها، إضافة إلى البرامج التلفزيونية والمقالات النقدية، والكتب الصوتية. وفي القسم الثاني من الجلسة، عَرَّفَ الدكتور أورفه لي الجمهور بمجلة "المركز: مجلة للدراسات العربية"، التي تُعد نقطة تحوّل في العالم الأكاديمي العربي. وأشار إلى أن إصدار المجلة يُعد خطوة كبيرة للعرب والبحث العربي، وأراد مركز أبوظبي للغة العربية من خلال المجلة رفع معايير القبول بهذه المجلة، لتصبح خلال السنوات القليلة المقبلة إحدى المجلات المحكمة الأكاديمية، والوحيدة الناطقة باللغة العربية.

وأوضح الدكتور خليل الشيخ أن المركز يطمح إلى أن تكون مجلة "المركز" منبراً للبحث العلمي الجاد، عبر نشر أبحاثها الأصيلة، ومؤتمراتها الأكاديمية وورشاتها العلمية، مشيراً إلى أن محور العدد الأول من المجلة هو الأثر، فيما سيكون "الأمل" هو المحور الأساسي للعدد المقبل.

وأشار عبد الرؤوف مسلاتي، مسؤول بريل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى أن دار "بريل" اعتمدت اللغة العربية في منشوراتها وأن التعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية جاء في وقته وأثمر عن إصدار مجلة "المركز" المحكّمة. وذكر أن مجلة "المركز" ستكون مفتوحة المصدر، يستطيع المهتم والباحث تحميلها وقراءتها، وسَتُدرج قريباً في القوائم القصيرة للمجلات المحكمة.


كتب ومقتنيات نادرة

شهدت الدورة الحادية والثلاثين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب إقبالاً جماهيرياً كبيراً للاطلاع على مجموعة فريدة من إصدارات الكتب القديمة والمقتنيات الرائعة والنادرة التي تعرضها دور النشر.

وكانت نسخة رائعة مُذهبة من القرآن الكريم من بين أهم المعروضات التي جذبت اهتمام الزوار وعشاق الكتب، حيث دُونت كل كلمة على ورق مصنوع من الذهب. وتعد هذه النسخة الفريدة من نوعها إحدى أقدم نسخ القرآن الكريم المحفوظة. ويمكن للزوار والقراء زيارة ركن "أديفا" والاطلاع على روائع من فن الخط الإسلامي. 

من جانب آخر عرضت مكتبة كلافريل الفرنسية والتي تشارك في الحدث للمرة الثانية كتاب نادر وقيم يصل ثمنه إلى 11 مليون درهم، والذي كُتب منذ عام 1550 خلال القرن السادس عشر، وتضمن صور لأنواع طيور قديمة. 

ويمكن لعشاق التاريخ والمخطوطات القديمة العثور على أول سجل مطبوع لأبوظبي ودبي في مكتبة الكتب والمقتنيات القديمة والنادرة "Antiquariaat Forum" الهولندية، حيث يسرد كتاب "رحلة جزر الهند الشرقية" "Viaggio dell'Indie Orientali" لصائغ المجوهرات الفينيسي جاسبارو بالبي تفاصيل رحلته التي استمرت تسع سنوات من البندقية إلى الشرق الأقصى بين عامي 1579 و1588.

وسيجد الرحالة وهواة الكشوف الجغرافية أنفسهم منجذبين إلى الركن الرائع لـ "Le Prince Art Consultancy"، والذي يعرض أحد أروع الأطالس الجغرافية المضيئة في الوجود. يتألف الأطلس الذي يقع في مجلدين من نقشين لصورتين أماميتين و226 خريطة متداخلة ذات صفحات مزدوجة وملونة يدوياً بالكامل وموشاة يدوياً بالذهب، وهو يتجاوز بكثير ما كان مستخدماً في الأطالس الهولندية الأخرى في ذلك الوقت.


تعاون مع "توزيع"

 عقد مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، اتفاقية تعاون مع مؤسسة "توزيع" للتوزيع والخدمات اللوجستية، على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب والذي يختتم فعالياته اليوم الأحد الموافق 29 مايو الجاري، سعياً إلى الارتقاء بمكانة معارض الكتب التي تُنظّم في الإمارة، وإتاحة المجال نحو التوسّع بشكل أكبر، وتعزيز مستوى وجودة الخدمة المقدمّة للزوّار ودور النشر على حدّ سواء.

وقّع الاتفاقية سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية ومدير معرض أبوظبي للكتاب، وعلي النعيمي، مدير عام المتحدة للطباعة والنشر - توزيع. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تطوير البنية الخدماتية لمعارض الكتب التي يشرف على تنظيمها المركز سنوياً، والاستفادة من إمكانات "توزيع" من خلال الموقع الإلكتروني www.tawzea.ae وتطبيق Tawzea ، المتوفر عبر متجري "أندرويد" وآي أو إس"؛ والتي تعرض 500 ألف عنوان، إلى جانب توفير خدمات توصيل الكتب للزوار والعملاء من جميع معارض الإمارة إلى المنازل مقابل مبالغ رمزية.

وأكد سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حرص المركز على تدعيم معارض الكتب بكل ما يلزم، من أجل الارتقاء بمكانتها وحضورها، وتفعيل دورها الريادي في توجيه مختلف أفراد المجتمع لتبنّي مفردات الثقافة والإبداع. كما تلعب الشراكة الفاعلة مع مختلف الجهات والمؤسسات في الدولة دوراً مهماً ينعكس على كلّ ما نقوم به من جهود؛ من أجل دعم اللغة العربية وتمكينها وتطوير أدواتها، وتنظيم معارض الكتب التي تَحشد حولها سنويًا نخبةً من الأدباء والمفكرين والناشرين، ووضع إستراتيجيات طموحة ترتقي بالمشهد الثقافي وتضيف له، وهذا كلّه يحتاج إلى جهد وبُعدِ نظر، وعملية تطوير مستمرة ومحدّثة، ونأمل في أن تحقق هذه الاتفاقية غايتها، وتلبي الطموحات والأهداف المشتركة". 

وستعمل" توزيع" على دعم معارض الكتب بفرق عمل متخصصة؛ للإشراف على الكتب المعروضة، وتحمّل مسؤولية المحافظة عليها، والتواصل السريع مع الزوار والعملاء المستفيدين من خدمة التوصيل، إلى جانب تخصيص فريق إداري يكون في مواقع المعارض قبل الحدث وبعده؛ لضمان سير التعامل بشكل صحيح. 

من جهته، سيوفّر المركز مجموعة من الامتيازات الخاصة للشركة، منها، السماح لفرق توزيع بالدخول إلى معارض كتب الإمارة الثلاث قبل انطلاقها، وضمن فعالياتها، وبعد الانتهاء منها، وتوفير موقع متميز للشركة، وأجنحة تمكّن الطرف الثاني من التواصل مع الزائرين بمداخل المعارض، إلى جانب الحديث عن الشراكة وجهود "توزيع" في مجمل التغطيات الإعلامية والأخبار الصحفية الخاصة بالمركز، والإعلان عن خدمة بيع وتوصيل الكتب عبر الإنترنت.


منصة الأجيال الجديدة على الفكر والمعرفة

على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، رسّخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، مكانته منصّةً أساسية للثقافة، والمعرفة، والإبداع، فهو ليس مجرّد حدث لبيع وشراء الكتب وحقوق النشر، واستضافة الجلسات والندوات الحوارية والثقافية وحسب، بل فسحة جمالية ومعرفية أساسية تستهدف جميع فئات المجتمع، لا سيما الأطفال الذين خصص لهم الحدث كلّ المقومات التي تساهم في إثراء معارفهم، والنهوض بقدراتهم العقلية والفكرية والبدنية.

وما بين الأنشطة وأماكن اللعب، والمرافق المخصصة للصغار، ودور النشر المنتشرة بمعروضاتها من كتب تعليمية، وتربوية، وألعاب ذكاء وتعليم وغيرها من أدوات الجذب التي تلفت انتباه الأطفال بمجرد دخولهم قاعات الحدث فتثير دهشتهم وحيرتهم في الاختيار، إذ توفر دور النشر المتخصصة بأدب ومعارف الطفل الإبداعات، والمؤلفات الثقافية، والتعليمية، والترفيهية أمامهم طيلة أيام الحدث.

ويؤكد بسام شبارو مؤسس ومدير دار ثقافة للنشر والتوزيع، ودار عبير للعلوم، ذو الخبرة الطويلة في المجال التي تمتدّ إلى أكثر من 35 سنة، أن الأطفال يجذبهم الجديد والمتجدد، كالسلاسل التعليمية العالمية بألوانها البديعة، ورسومها الجذابة، والقصص التربوية على ألسنة الحيوانات القريبة من الأطفال.

أما بلال عنتال، من دار رواد المجد، فهو يعتقد أن لدُور النشر دوراً يتجلى في تقديم كتب بسيطة هادفة، توفّر وجبة دسمة للأطفال بشكل جذاب خالٍ من التكلُّف، مشيراً إلى أن الطفل ذكي، ويعرف ما يريد، لذا تخصص له دور النشر الكتب التي تحرك فضوله، وتثير خياله، إضافة لتعليمه وتثقيفه القيم العربية التي تربى عليها آباؤنا وأجدادنا.

وترى مريم موسى مديرة البرامج في دار نبطي للنشر، أن الطفل يستطيع الوصول إلى عقل نظرائه الأطفال، حيث أصبح لدينا عدد من الكُتّاب الصغار الذين يخاطبون الأطفال بقصص وحكايا قريبة من عقولهم، وقلوبهم، وهو ما يدعم عملنا ويجعلنا نقدم قصصاً تربوية تحكي قيم مجتمعنا وتدعم هويتنا الوطنية.

أما آية أبو ماضي من شركة سمارت سكيلز فترى أن الألعاب التعليمية تستهوي الأطفال، وتجعلهم يتعلمون باللعب، وهو أحدث ما توصّلت إليه وسائل التعليم العالمية، إذ عن طريقها يستطيع الأطفال تعلم حل المشكلات، وتعزيز أنماط تفكيرهم، وتمكنهم من التفكير خارج الصندوق، والعمل بروح الفريق الواحد.


كبار الشخصيات التركية في ضيافة أبوظبي للكتاب

شهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب زيارة توغاي تونشير، السفير التركي لدى الامارات، والسيدة بورجو تونشير، القنصل الأول في السفارة التركية لدى الدولة، والسيدة شولا أكار، حرم وزير الدفاع التركي، والسيدة نازان شام، حرم القنصل العسكري في سفارة تركيا، واطلع الوفد التركي على أجنحة المعرض المختلفة، وتفاصيل المشاركة التركية الكبيرة والنوعية في الحدث. وكان في استقبال الوفد سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعيد حمدان، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

ومن جهة أخرى أكد الدكتور محمد أغير أكجة المنسق العام للمعرض الدولي للكتاب العربي في إسطنبول أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب أحد أهم التظاهرات الثقافية التي تقام في المنطقة وتستقطب حولها الأدباء والمفكرين والناشرين من مختلف أنحاء العالم، لافتاً إلى أن المعرض بات منطلقاً رئيساً لتثمين الإبداعات الأدبية والثقافية والاحتفاء بجهود المفكرين والأكاديميين العرب والغربيين وملتقى للثقافات والإبداعات العالمية.

وأّكد أكجة في لقاء ضمن مشاركته بفعاليات المعرض ضمن جناح مخصص أن هذا الحضور يعكس حرص الجانب التركي على توطيد العلاقة الثقافية مع المؤسسات والهيئات الثقافية الإماراتية والعربية ويفتح المجال نحو حضور أكبر للكتاب العربي لا سيما وأن الجمهورية التركية اليوم تضمّ في تركيبتها السكّانية نحو 5 ملايين قارئ عربي ما يجعلنا نهتمّ أكثر بحركة النشر العربي والمؤلفات العربي.

وتابع المنسق العام لمعرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي:" يشارك في الدورة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 24 دار نشر تركية تقدّم للجمهور حصيلة الإبداعات التي قدمتها نخبة من الأدباء والمفكرين الأتراك، والكثير من التراجم التي نقلت من التركية إلى العربية لأننا ندرك حجم التلاقي المعرفي والفكري بين الثقافتين، كما عزّزت المشاركة التركية من حراك التفاعل الثقافي بين دور النشر التركية والعربية على صعيد اتفاقيات شراء وبيع حقوق النشر، وهذا بحدّ ذاته يخدم استمرارية حضور الثقافة كمنطلق رئيس لحوار الشعوب".

وأكد أكجة ن معرض أبوظبي الدولي للكتاب فرصة مثالية لإيصال الكتاب العربي من قلب العاصمة التركية إلى الجاليات العربية المقيمة فيها.