+A
A-

بماذا اعترف الجيش الأوكراني؟ ولماذا؟ تعرف على الإجابة

في تغير كبير لتطورات الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة منذ 24 فبراير، أعلنت كييف، يوم الجمعة، أن قواتها قد تضطر للانسحاب من آخر جيب للمقاومة في لوغانسك، وذلك لتجنب الوقوع في عمليات أسر مع التقدم السريع الذي تحققه القوات الروسية.

وحققت القوات الروسة مكاسب ميدانية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك التي تكونان معا حوض دونباس، بينما قصفت مدنا وبلدات مخلفة أضرارا كبيرة في البنى التحتية في الشرق الأوكراني.

وصرّح سيرهي غايداي حاكم منطقة لوغانسك إن القوات الروسية دخلت سيفيرودونتسك، أكبر مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية، بعد محاولة مستمرة منذ أيام لمحاصرة القوات الأوكرانية.

وقال غايداي على تلغرام: "لن يتمكن الروس من السيطرة على منطقة لوغانسك في الأيام المقبلة كما توقع المحللون"، في إشارة إلى سيفيرودونتسك وليسيتشانسك الواقعة على الجانب الآخر من نهر سفريسكيدونيتس.

وأضاف المسؤول الأوكراني: "سيكون لدينا ما يكفي من القوة والموارد للدفاع عن أنفسنا. ولكن من الممكن أن نتراجع حتى نتجنب تطويقنا".

على الجانب الآخر، يقول وكلاء موسكو الانفصاليون إنهم يسيطرون الآن على ليمان، وهي مركز رئيسي للسكك الحديدية إلى الغرب من سيفيرودونتسك.

وأشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن روسيا سيطرت على معظم المدينة، لكنهم أضافوا أن القوات الأوكرانية تعرقل التقدم إلى سلوفيانسك، وهي مدينة تبعد نصف ساعة بالسيارة عن ليمان صوب الجنوب الغربي.

من جانبه قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا تحمي أراضيها "بقدر ما تسمح به مواردنا الدفاعية الحالية".

وأضاف زيلينسكي في كلمة متلفزة "إذا اعتقد المحتلون أن ليمان وسيفيرودونيتسك سيكونان لهم، فهم مخطئون. دونباس ستكون أوكرانية".

 

ثمن باهظ

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الجمعة، لتلفزيون بلومبيرغ إن بوتن "يواصل التقدم في دونباس بثمن باهظ عليه وعلى الجيش الروسي".

وتقدمت القوات الروسية في دونباس بعد اختراق الخطوط الأوكرانية الأسبوع الماضي في مدينة بوباسنا الواقعة جنوبي سيفيرودونتسك.

وأفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن القوات البرية الروسية بسطت سيطرتها على عدة قرى شمال غربي بوباسنا.

ويأتي التقدم الروسي في الشرق في أعقاب هجوم أوكراني مضاد دفع القوات الروسية للتراجع بعيدا عن خاركيف هذا الشهر، لكن موسكو منعت القوات الأوكرانية من مهاجمة الصفوف الخلفية من خطوط الإمداد الروسية لدونباس.

وقصفت القوات الروسية يوم الخميس أجزاء من مدينة خاركيف نفسها لأول مرة منذ أيام، وقالت السلطات المحلية إن تسعة أشخاص قتلوا، فيما نفى الكرملين استهداف المدنيين.

وفي الجنوب، حيث سيطرت موسكو أيضا على مساحات من الأراضي منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، يعتقد مسؤولون أوكرانيون أن روسيا تهدف إلى فرض حكم دائم.

 

صعوبة في المغادرة

وفي شمال شبه جزيرة القرم، يقول هينادي لاغوتا حاكم منطقة خيرسون في إفادة صحفية إن القوات الروسية تحصن دفاعاتها في المنطقة، وتقصف المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا بشكل يومي.

وبيّن لاغوتا أن الوضع الإنساني حرج في بعض المناطق، وأن الناس يواجهون صعوبة بالغة في مغادرة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية باستثناء قافلة مؤلفة من 200 سيارة غادرت يوم الأربعاء.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن اتفاقا قد يتم التوصل إليه بحلول يوم الأحد، لحظر شحنات النفط الروسي عبر البحر التي تشكل نحو 75 في المئة من إمدادات التكتل، لكن ليس عبر خطوط الأنابيب، وهو حل وسط لإقناع هنغاريا وبدء جولة جديدة من العقوبات على روسيا.

وانتقد زيلينسكي الاتحاد الأوروبي بسبب تردده في فرض حظر على واردات الطاقة الروسية قائلا إن الاتحاد يموّل جهود موسكو الحربية بمليار يورو يوميا.

وأضاف الرئيس الأوكراني "كل يوم من المماطلة أو الضعف أو النزاعات المختلفة أوالاقتراحات لتهدئة المعتدي على حساب الضحية يعني فقط مقتل المزيد من الأوكرانيين".

وفي مكالمة هاتفية مع المستشار النمساوي كارل نيهامر، تمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بموقفه بأن أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الصراع لا يمكن حلها إلا إذا رفع الغرب العقوبات.

وقال نيهامر، الذي زار روسيا في أبريل، إن بوتن عبّر عن استعداده لمناقشة تبادل الأسرى مع أوكرانيا، لكنه أضاف "هل هو مستعد حقا للتفاوض؟ هذا سؤال معقد".

وأدى الحصار الذي تفرضه روسيا على الموانئ الأوكرانية إلى توقف شحنات الحبوب، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية، لا سيما أن البلدين من مصدري الحبوب الرئيسيين في العالم.

وتتهم روسيا أوكرانيا بزرع الألغام في الموانئ، في حين تصف أوكرانيا الموقف الروسي بأنه "ابتزاز".