+A
A-

من توقيع الفرنسي ميشيل ازنافيسيس أوقف التصوير: تقرير عن الحاله الراهنة للسينما

فيلم افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعون 2022 كان الفيلم الفرنسي – أوقف التصوير – أو – قطع – أو – ستوب – وهي المفردة التى يقولها المخرج بعد انتهاء التصوير لأي مشهد من مشاهد الفيلم إلا أن الدلالات تذهب بعيدا في هذا الفيلم الذي آخرجه ميشيل ازنافيسيس . وهو يقدم في هذا الفيلم ( إعادة ) للفيلم الياباني – قطع واحد من الميت – الذى أخرجه الياباني شيني شيرو يودا عام 2017 One cut of the dead

الفيلم يأخذنا إلى حكاية مخرج فرنسي يكلف من منتج اتفق مع إحدى المنتجات اليابانيات لانتاج فيلم عن الزومبي مدته 30 دقيقة ويصور وينقل على الهواء مباشرة ضمن موصفات خاصة من بينها استخدام فاس حقيقي.

وبعد أن نشاهد في بداية الفيلم أحدث الفيلم الذى يفترض أنه الفيلم المنتج خصيصا للجمهور الياباني وباسماء يابانية يعود بنا الفيلم الى احداثيات زمن التحضير للفيلم التي تعود الى ثلاثة اشهر قبل الفيلم.

حيث نتعرف على الظروف التى تحيط بالمخرج الذى يعاني من البطالة وزوجته الممثله التى لا تعمل منذ سنوات وابنتهما التى تدرس السينما والاخراج وايضا تطور لاتفاق مع الفريق الياباني وتجميع الممثلين وفريق العمل ولكل منهم حكاية وظروف اسرية واجتماعية صعبة وقاسية فمن ممثل مدمن الى ممثلة وانجبت للتو ومنتج مشغول بالممثلات وكم اخر من الظروف التى تحلل وبكثير من السخرية الحالة الراهنة التى تعيشها صناعة السينما وايضا ذلك المخرج الذى لم يجدي فرصة بديلة من اجل العمل لذا يقبل بصناعة فيلم عن عالم الزومبي حيث تتنشر هكذا نوعية من النتاجات السينمائية بالذات في الفترة الراهنة من تاريخ السينما العالمية بل انها اصبحت الموجة الطاغية .

إن الذهاب إلى ذلك المنحى كان سببه تعرية الحالة وكشف الظروف والملابسات القاسية التى تعصف بجميع كوادر العمل السينمائي . بل إن الأمور تتعقد اكثر الى اللحظة التى سبقت التصوير بساعات حيث يصاب أحد نجوم العمل والممثلة خلال رحلة الذهاب الى موقع التصوير مما يضطر المخرج للقيام بدور المخرج الذى يصور في الفيلم كما يستعين بزوجته للقيام بأحد الادوار الرئيسية في الفيلم ..
ومع بداية التصوير نعود لمشاهدة الفيلم من جديد ولكن هذة المرة من خلف الكاميرا لنشاهد الكثير من المشاهد وتبريرها فمثلا مشهد احد شخصيات الزومبي التى تستفرغ نعرف بانه الممثل المدن على الكحول وهكذا بقية الشخصيات والاحداث والمفارقات التى تعمق تحليل الحالة الراهنة التى تعيشها صناعة السينما عبر تلك الشخصيات المسحوقة والتى تعصف بها الظروف المادية والمعنوية .
فيلم ليس بالكبير ولكنه عميق كلما ذهبت الى تحليل الظروف واحداثيات الزمن السينمائي والاداء الجميل للشخصيات بالذات بيرونيك بيجو ورومان دوريس وجورجي جودبوا.
ونشير هنا الى ان المخرج ميشيل ازنافيسيس كان قد قدم للسينما العديد من الاعمال الهامة ومن ابرزها فيلم – ذا ارتست – 2011 وفاز عنه بجائزة الاوسكار ومن اعماله ايضا افلام – صديقي – 1999 و- البحث - 2014 وغيرها ..
فيلم ليس بالكبير ولكنه يستحق اكثر من وقفة للتامل والدراسة حتى وهو يرتكز على فيلم ياباني سابق انجز عام 2017 بواسطة المخرج شيني شيرو يودا .