العدد 4929
الأربعاء 13 أبريل 2022
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
عاد رمضان... “لكن اللي اختشوا ماتوا”!
الأربعاء 13 أبريل 2022

تمر أيام شهر رمضان المبارك كسرعة البرق، وللأسف ليس كل من أدرك هذا الشهر عرف قدره ومكانته واغتنم أيامه ولياليه في الخير والطاعة، فمن الناس من ينشغل عنه بين الغبقات الرمضانية ومشاهدة المسلسلات بدل اغتنام دقائقه وثوانيه الغالية في تلاوة القرآن وقيام الليل وذكر الله، أيام معدودات وتنقضي، وقد لا نحظى بها مرة أخرى، فالأجل قد يحين قبل رمضان القادم.


للأسف مع حلول هذا الشهر الفضيل يتنافس صناع الدراما والفنانون والمخرجون في الأعمال الدرامية، مقدمين للناس ما لا يتوافق مع قدسيته، حيث يتكدس في الشهر كم من البرامج والمسلسلات، منها الصالح ومنها الطالح، عشرات منها كفيلة باختطاف شهر العبادة وتحويله لأيام فارغة لا تخلو من الآثام والمعاصي، بدل استثماره في الصيام والقيام والصدقات وصلة الأرحام وقراءة القرآن، فبعض المسلسلات تدعو لمعان رذيلة منافية للدين والأخلاق، ولا هدف منها غير أن تكون للهو وصرف المشاهد عن المفهوم والهدف الحقيقي للشهر الفضيل، للأسف مشاهد هابطة في أوقات مباركة كان الأجدر عدم خدشها !


لنحرص على الطاعات ونترك ما يشوه ويفسد قيم الشهر ومكانته، فهذه مسؤولية تقع على عاتق كل مسلم، خصوصاً في زمن مشوش أصبحت فيه نظرة البعض مثقوبة ومنحرفة عن مسارها تبث التفاهات والسموم. نحن بحاجة لتحفيز المعاني السامية والمفاهيم الحقيقية لاسترداد الهوية الرمضانية، وعمل استراتيجية منظمة ومدروسة تجاه العوامل التي تسهم في تشويهِ قدسيةِ الشهر الفضيل، ومحاربة كل فكر شاذ ودخيل على مجتمعنا قد يصرفنا عن معاني العبادة وقيمها. إن مغبة التساهل وعدم التصدي للظواهر الغريبة المناقضة للدين وعادات المجتمع وتركها دون إشراف ومراقبة ومتابعة مستمرة، وملاحقتها عبر قانون خاص يمنعها ويحد انتشارها، سيضر بمجتمعنا ويقوده في اتجاه يفقده هويته ويفسد أخلاقه.


دعواتنا في هذا الشهر المبارك بالهداية والصلاح للأمة الإسلامية، وأن ينجيها من الظلمات إلى النور، ويجنبها الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ بلادنا ويديم عليها نعمة الأمن والأمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .