+A
A-

"من شارع الهرم إلى".. محسوبية وإخفاق وممثلات خليجيات زيف وتصنع وميوعة

إن كل ما يحدث أمام الكاميرا يجب أن يكون مقنعًا للممثل نفسه ولزملائه والمشاهد، يجب أن يؤمن بأن كل ما يعانيه الممثل أمام الكاميرا من انفعالات ومشاعر يمكن أن يتحقق نظيره في الحياة الواقعية، ومن ثم فعلى الممثل أيضًا أن يتجنب التصنع وكل ما هو مناقض لطريق الطبيعة والمنطق والذوق السليم.

وإذا كان ذلك كذلك، وكان الإحساس والعاطفة الحية من أهم الأدوات الوظيفية للممثل أمام الكاميرا في العمل الدرامي، فلا بد إذن من أن تكون الطبيعة قد وهبته نوعا من الذاكرة التي يطلق عليها "ستانسلافسكي" اسم الذاكرة الانفعالية، تلك الذاكرة التي تجعلك تعيش من جديد المشاعر التي انتابتك، فإذا كانت الذاكرة البصرية تستطيع استحضار صور باطنة لأشخاص أو أماكن أو أشياء عفى عليها النسيان، فإن ذاكرتك الانفعالية تستطيع أن تبعث في نفسك المشاعر التي خالجتك من قبل.

المتابع للكثير من المسلسلات الخليجية التي تعرض حاليا بمختلف الفضائيات، سيكتشف بسهولة أن العديد من الممثلين وأغلبهم – ممثلات- لا يملكون أي مقومة من مقومات الموهبة الخاصة التي تجعلهم قادرين على الوقوف أمام الكاميرا واستحقاق الحماس والتصفيق من قبل المشاهد. خمسة مسلسلات خليجية شاهدتها من باب الاكتشاف فقط لا غير كانت مليئة بالممثلين والممثلات الذين لا يحركون أي شعره من انتباه المشاهد، ومن المؤكد أن حشرهم في هذه الأعمال له علاقة بعملية الإنتاج والمحسوبية كما هو حاصل في مسلسل "من شارع الهرم إلى" لهدى حسين، والذي لا نعرف لماذا قبلت على نفسها الخروج بمثل هذا العمل السيئ الذي يختلف تمامًا عن مسلسل "كف ودفوف" الذي حقق نجاحا كبيرا العام الماضي.

زيف وتصنع وميوعة وانعدام المهارة الفنية وخروج عن قاعدة الحرارة والحماس وصورة عنيفة من الاحتقار لعقلية المشاهد، ولا وجود لتكنيك داخلي أو خارجي.

يجب على الممثل أن يمارس التمثيل بمعزل عن الإحساس والانفعال، إن الإحساس العميق يصنع الممثلين المتوسطين، والإحساس المتوسط يصنع الممثلين الضعاف بينما انعدام الإحساس هو الذي يصنع الممثل العظيم​