+A
A-

شركة تعيد سيناريو مسلسل "على الدنيا السلام" مع موظفيها

 

فصلته‭ ‬الشركة‭ ‬تعسفيًّا،‭ ‬فأقام‭ ‬دعواه‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بحقوقه‭ ‬العمالية‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬بمبلغ‭ ‬9‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬لترد‭ ‬الشركة‭ ‬على‭ ‬دعواه‭ ‬بدعوى‭ ‬اختلاس‭ ‬مندوب‭ ‬مبيعاتها‭ ‬مبالغ‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬المبيعات‭ (‬الكاشير‭) ‬بلغت‭ ‬13‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قيامه‭ ‬بأخذ‭ ‬المنتجات‭ ‬وبيعها‭ ‬لحسابه‭ ‬الخاص،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سيناريو‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬قصة‭ ‬المسلسل‭ ‬الكويتي‭ ‬الشهير‭ ‬“على‭ ‬الدنيا‭ ‬السلام”‭.‬

وتشير‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬ركنت‭ ‬في‭ ‬إسناد‭ ‬التهمة‭ ‬إلى‭ ‬مندوب‭ ‬المبيعات‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬بأقوال‭ ‬المبلغ‭ ‬عليه،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مندوب‭ ‬المبيعات‭ ‬قام‭ ‬باختلاس‭ ‬مبالغ‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬المبيعات،‭ ‬ويقوم‭ ‬بأخذ‭ ‬المنتجات‭ ‬وبيعها‭ ‬لحسابه‭ ‬الخاص‭.‬

واستندت‭ ‬النيابة‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬أحد‭ ‬الموظفين‭ ‬حين‭ ‬قيامه‭ ‬بعمل‭ ‬جرد‭ ‬سنوي‭ ‬للمخزن‭ ‬وتبين‭ ‬أن‭ ‬كمية‭ ‬المنتجات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬لا‭ ‬تتطابق‭ ‬مع‭ ‬المنتجات‭ ‬الفعلية‭ ‬الموجودة‭ ‬بالفرع‭ ‬الآخر،‭ ‬وتبين‭ ‬أن‭ ‬مندوب‭ ‬المبيعات‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬باختلاس‭ ‬المبالغ‭.‬

وأشار‭ ‬شاهد‭ ‬آخر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكميات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬لا‭ ‬تتطابق‭ ‬مع‭ ‬المنتجات‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬المخزن‭ ‬الخاص‭ ‬بذلك‭ ‬الفرع،‭ ‬وأن‭ ‬المتهم‭ ‬يقوم‭ ‬بوضعهم‭ ‬في‭ ‬اشتراكات‭ ‬وهمية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المنتجات،‭ ‬وذلك‭ ‬بقصد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬احتيالية‭.‬

ورأت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬الأدلة‭ ‬المقدمة‭ ‬لها‭ ‬أحاطها‭ ‬الشك‭ ‬واكتنفتها‭ ‬الريبة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تناقض‭ ‬أقوال‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬أفاد‭ ‬بأن‭ ‬المتهم‭ ‬يقوم‭ ‬باختلاس‭ ‬مبالغ‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬المبيعات،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الشهود‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬عجز‭ ‬في‭ ‬المخزن‭ ‬وعدم‭ ‬تطابق‭ ‬المنتجات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الخاص‭ ‬بالمركز‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬فعليا‭ ‬في‭ ‬المخزن،‭ ‬بما‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬كمية‭ ‬المنتجات‭ ‬اختلفت‭ ‬بخلاف‭ ‬ما‭ ‬بينه‭ ‬المبلغ‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬تناقض‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المبلغ‭ ‬من‭ ‬بلوغ‭ ‬إجمالي‭ ‬المبالغ‭ ‬المختلسة‭ ‬13‭ ‬ألف‭ ‬و982‭ ‬دينارًا‭ ‬و40‭ ‬فلسًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬المحاسبي‭ ‬أكد‭ ‬ثبوت‭ ‬خسارة‭ ‬المالك‭ ‬بما‭ ‬مقداره‭ ‬194‭ ‬دينارًا،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خصم‭ ‬وهمي‭ ‬ممنوح‭ ‬لزبون‭ ‬وهمي‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التناقضات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬خلو‭ ‬الأوراق‭ ‬عن‭ ‬آلية‭ ‬الاختلاس‭ ‬ومحل‭ ‬الاختلاس،‭ ‬ومقدار‭ ‬العجز‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬اطمئنان‭ ‬المحكمة‭ ‬لبناء‭ ‬قضائها‭ ‬بالإدانة،‭ ‬فأصدرت‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬حكمها‭ ‬ببراءة‭ ‬مندوب‭ ‬المبيعات‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬الاختلاس‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬المحامي‭ ‬عادل‭ ‬البلال‭ ‬إن‭ ‬الدعوى‭ ‬شابها‭ ‬انتفاء‭ ‬لأركان‭ ‬الجريمة،‭ ‬وعدم‭ ‬صلة‭ ‬المتهم‭ ‬بالاتهام،‭ ‬وخلو‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬دليل‭ ‬يقيني،‭ ‬وبوجود‭ ‬تناقض‭ ‬جسيم‭ ‬بين‭ ‬الدليلين‭ ‬القولي‭ ‬والفني‭ ‬المتمثل‭ ‬بتقرير‭ ‬الخبير‭ ‬المحاسبي‭.‬

وأشار‭ ‬المحامي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬المحاسبي‭ ‬شابه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬والشك،‭ ‬وعدم‭ ‬قيامه‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬محاسبية‭ ‬سليمة،‭ ‬وانفراده‭ ‬فقط‭ ‬بأخذ‭ ‬أقوال‭ ‬الشركة‭ ‬دون‭ ‬أقوال‭ ‬المتهم‭.‬

وأكد‭ ‬المحامي‭ ‬في‭ ‬مرافعته‭ ‬على‭ ‬كيدية‭ ‬الشكوى‭ ‬والبلاغات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬الشركة،‭ ‬وذلك‭ ‬لوجود‭ ‬دعوى‭ ‬عماليه‭ ‬قائمه‭ ‬حاليا‭ ‬تنظر‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬العمالية،‭ ‬أقامها‭ ‬المتهم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬فصله‭ ‬تعسفيا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬من‭ ‬عمله،‭ ‬بهدف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬المتهم،‭ ‬ومحاولة‭ ‬الإدارة‭ ‬إجباره‭ ‬للتنازل‭ ‬عن‭ ‬دعواه‭ ‬ومطالبه‭ ‬وحقوقه‭ ‬العمالية،‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬مجموعها‭ ‬بمبلغ‭ ‬9‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬البلاغ‭ ‬المقدم‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬بلاغ‭ ‬كيدي‭ ‬لاحق‭ ‬بعد‭ ‬فصله‭ ‬تعسفيا‭ ‬وحبس‭ ‬حقوقه‭ ‬العمالية‭ ‬وجواز‭ ‬سفره‭.‬