نتابع الحديث عن المؤتمر الدولي الثالث لتنمية الموارد البشرية، والذي نظمته مؤخراً جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية تحت شعار “الصحة النفسية في بيئة العمل”، وتناولناه في أربعة مقالات: أهدافه، واهتمام مملكة البحرين بالصحة النفسية في بيئة العمل قبل عقود، وأوجزنا (3) أوراق بحرينية، إضافة إلى (3) أوراق أخرى خليجية من المملكة العربية السعودية الشقيقة وسلطنة عمان الشقيقة، شاكرين دعم الجمعية.
نطرح اليوم ورقة مهمة جداً من الناحيتين العملية والنظرية من منظمة الصحة العالمية WHO بعنوان “الصحة النفسية بموقع العمل: توصيات أساسية لتحقيق الصحة النفسية للجميع”، للدكتورة تسنيم عطاطرة، ممثلة منظمة WHO بمملكة البحرين، وطورها الدكتور خالد سعيد الخبير الإقليمي بالمكتب الإقليمي للشرق الأوسط للمنظمة EMRO، ومحاورها: المحور الأول تعريف مفهومي الصحة عموماً والنفسية تحديداً، حيث يعرف أنه “حالة الصحة العامة للفرد، البدنية والصحية والاجتماعية، وليس فقط خلوه من المرض أو العجز وفقاً للمنظمة (1948م)”، أما الثاني فهو “حالة الرفاهية الشخصية للفرد ومقدرته على القيام بعمله على أكمل وجه، وإمكانية التعايش مع الضغوط العادية للحياة، والعمل بإنتاجية وإثمار، مع إمكانية المساهمة في رفاهية مجتمعه الذي يعيش فيه حسب المنظمة (2005م)، أما الثالث، التركيز على أبعاد الصحة النفسية الإيجابية، والمحن النفسية، والاضطرابات النفسية، وبالتالي العجز والإعاقة النفسية”.
ثم بينت الورقة تكلفة اثنين فقط من أكثر الحالات النفسية شيوعاً على الاقتصاد الكوني، هما الاكتئاب والقلق، والتي تبلغ 1,000,000,000,000 - أي تريليون دولار أميركي – سنوياً، كما تأثير الصحة النفسية في تراجع المستوى العالمي بسبب التغيرات الديموغرافية، مسجلة ارتفاعاً بـ (13 %) بالعقد الأخير، مع معاناة (20 %) من أطفال وناشئة العالم من أمراض نفسية مسببة الانتحار كثاني سبب لموت من هم في الفئة العمرية (15 - 29) عاما، كما أن حالات الصحة النفسية تلقي بتداعياتها الحقيقية في كل مناحي الحياة، مثل تأثيراتها السلبية على معدل الأداء المدرسي والوظيفي، بل وعلى علاقاتنا العائلية والإنسانية، ناهيك عن صعوبات القدرة على المساهمة في دعم المجتمع.. مع ذلك فلم يتعد الوسيط العالمي للإنفاقات الحكومية على الصحة النفسية أقل من (2 %) فقط، وهناك تتمة.