+A
A-

معرض "البرقع" جسر ربط الماضي بالحاضر وامتد إلى المستقبل

أناب ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، لافتتاح معرض الفنانة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة برحاب قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح بعنوان “البرقع”، وسط حضور عدد من كبار المسؤولين والمدعوين والفنانين والمهتمين. ويستمر المعرض إلى غاية 13 يناير 2021.

واشتمل المعرض على عدد من اللوحات والأعمال الفنية مثل المجسمات تجسد وتعبر عن موروثنا الشعبي وقيمته ومعناه العظيم في كل المعطيات من شوامخ رياضات الآباء والأجداد “القنص”، وخصائص ثقافة الأسرة البحرينية وملامسة أعماق ضمير وتراث هذا البلد المعروف بعطائه الكبير للحضارة الإنسانية.

وعن المعرض قالت الفنانة الشيخة هلا بنت محمد لـ “البلاد”: تأتي فكرة هذا المعرض من الظروف الاستثنائية التي نعيشها في الوقت الراهن، فقد أصبحت “ الكمامة” رفيقة لنا في دربنا، وذكرتني بثقافة الأصالة لآبائنا وأجدادنا والهوية التقليدية البحرينية وهي “برقع الطير”، فالطير كما نعرف يلبس البرقع ليحس بالأمان، ونحن بالمثل لبسنا الكمامة في هذه الظروف لنشعر بمثل شعوره بالأمان.

وأضافت هلا بنت محمد “كفنانة تشكيلية دائما أحب أن أختار عنصرا من عناصر الحياة اليومية التقليدية ثم أشتغل عليه بشكل مغاير، من مجسمات وأعمال ورقية وأيضا باللوحات، ورمز هذا البرقع الصغير في حجمه ولكنه كبير في معناه، والجميل أيضا أن أهل البحرين ما زالوا يعملون ويصنعون هذه البراقع في أجمل صورة وهذا جزء من ثقافتنا وهويتنا.

أما عن فكرة مكان إقامة المعرض فقالت الشيخة هلا “لقد جاءت الفكرة بسبب موضوع المعرض، فقلعة الرفاع بجمالها وعمقها التاريخي كانت الحاضنة لمثل هذه التجربة، ولله الحمد توفقنا اليوم في حفل الافتتاح بالحضور الذي أسعدنا جميعا. فالرعاية الكريمة لسمو الشيخ ناصر بن حمد وبحضور سمو الشيخ خالد بن حمد أعطت للتجربة عمقا جميلا، فبتشجيعهما الدائم وتوجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد ودعمه للشباب والحركة التي تعنى بالموروث وبهوية البحرين، كل هذه العناصر اجتمعت مع بعضها ونحن نحتفل بالمعرض، وشكرا جزيلا للجميع”.

وسجلت "البلاد" انطباعات وآراء بعض الحضور:

وزير الثقافة المصري السابق فاروق حسني: أعرف أعمال الفنانة الشيخة هلا بنت محمد جيدا، وأنا سعيد بحضوري هذا المعرض في قلعة الرفاع والذي قدمت فيه أعمالا كبيرة الحجم وذات موضوع تراثي.

الفنان عدنان الأحمد: المعرض جميل جدا خصوصا أجواء القلعة والفضاء المفتوح، كما أن الأعمال المقدمة غاية في الجمال والاحترافية والموضوع الذي تناولته الشيخة رائع ومعبر عن الوضع الراهن.

"رؤية نقدية"

لقد جددت الفنانة الشيخة هلا بنت محمد حياة الفن كالربيع في البحرين، وأقامت جسرا ربط الماضي بالحاضر وامتد إلى المستقبل، فعندما تقف أمام لوحاتها ذات الجمال والجاذبية، فإنك تقف أمام أسلوب يتميز بالبراعة اللونية أو بالإتقان الحرفي كما نقول.

نسيج تصويري ساحر وهي تتجاوز المرئي إلى غير المرئي، إلى أسرار دفينة كائنة في جوهر الأشياء تضفي عليها نبضا إنسانيا، فإذا بلمساتها وكأنها لا تستخدم في وضعها وسيطا من أدوات الرسم، وإنما تشكلها بأصابعها فتودعها خلجات نبضها النفسي.

لديها مقدرة عجيبة على تصوير الشجن الداخلي والسحر الخاص للأشياء، واستطاعت بما تحدثه من تغيير في تكوين الأشكال على نحو يشبه تكسير الأنغام في الشعر والموسيقى أن يصل إلى قمة البلاغة التعبيرية، وأصبح اللون في لوحاتها هو رباط اللوحة ووحدتها، يمضي بالعين في سياحة ليست لها نقطة ارتكاز محددة.

لوحات المعرض تحجز الناظر زمنا قبل أن تفسح له المجال للسفر في لون عمق الطبيعة ذاتها، لتأسر حواسه وفكره ومخيلته ولتثبت أننا أمام شخصية فنية عالمية المستوى تسير بخطى واسعة وتندفع نحو الأفضل.