العدد 4833
الجمعة 07 يناير 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
النظرية السياسية الروسية
الجمعة 07 يناير 2022

كما أسلفنا فإن خلاصة ممارسة الدول الكبرى لسياستها وفلسفتها وفكرها، هو السيطرة على الدول الأخرى، سواء سيطرة عسكرية أو اقتصادية أو أمنية، أو فكرية وثقافية أو حتى على المستوى الديني، هذا بكل بساطة ما تسعى إليه الدول العظمى من خلال أساليب تتنوع بين الاحتلال المباشر وغير المباشر، أو الابتزاز أو التهديد أو التستر بشعارات حقوق الإنسان وحرية التعبير والإعلام، أو حتى بإقامة التكتلات والتحالفات.
الصين من جهتها كدولة عظم، تستخدم طريقة التعاون الاقتصادي، بمعنى أنها تسعى لعقد اتفاقيات اقتصادية مع هذا البلد، بما يحقق لبكين وهذه الدولة منفعة متبادلة، وتمكن الصين من التواجد داخل هذه الدولة من دون استخدام قوة عسكرية أو تهديد أو ابتزاز.
أما موسكو فلها أسلوبها الخاص، وهو أسلوب حذر جدا يرتكز على أن الخطوة التي ستقوم بها موسكو مدروسة دراسة مستفيضة وناجحة، ولا تسبب لها تداعيات سلبية، ويتم تطبيق ذلك من خلال التعاون الاقتصادي، وهو النموذج الصيني، وما بين القوة العسكرية والتهديد والابتزاز، وهو النموذج الذي تتخذه واشنطن ولندن، بمعنى أن موسكو تمزج ما بين النموذج الصيني الاقتصادي وما بين النموذج العسكري الأنجلو سكسوني الأميركي البريطاني.
ولتوضيح قضية الممازجة الروسية ما بين النموذج الاقتصادي والنموذج العسكري، نرى مثلا أن النموذج العسكري أو القوة العسكرية تمثلت بالتدخل الروسي في سوريا لحماية النظام من السقوط واستفراد إيران أو تركيا بكيكة سوريا، ما يوضح ولو بطريق غير مباشر، سيطرة روسية على مصالحها في سوريا ومواجهة أحلام إيران وتركيا مقابل حماية دمشق، لهذا فإن النظرية السياسية الروسية تعتمد على المزج ما بين القوة الاقتصادية والقوة العسكرية. وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .