العدد 4831
الأربعاء 05 يناير 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
سياسات الدول
الأربعاء 05 يناير 2022

في عالم السياسة التي لا أخلاق ولا ضمير ولا مبادئ إنسانية ترتكز عليها أو تكون خارطة طريق للدول، هناك مبدأ واحد خفي لا يمكن لرجل الشارع ملاحظته أو تصوره، هذا المبدأ يتمثل في مصطلحات السيطرة على الدول الأخرى، وكيفية استغلال الدول الأخرى سياسيا واقتصاديا وأمنيا ودينيا وثقافيا وبشتى الطرق والأساليب، بمعنى كيف تستغل الدولة “أ” الدولة “ب” عن طريق استخدام الاقتصاد أو القوة أو التهديد أو الابتزاز أو التودد أو الاتفاقيات أو قطع المساعدات أو العقوبات؟ هذا بكل بساطة الهدف الأول والأخير للدول الكبرى في تعاملاتها وسياساتها، سواء مع الدول الكبرى فيما بينها، أو مع الدول الأخرى الأقل نفوذا وقوة.


وعندما نتحدث عن الصين وسياستها، فبكل بساطة لا تستخدم بكين أبدا القوة العسكرية أو التدخل في شؤون الدول الأخرى مستخدمة أساليب “دعم الشعب في تقرير مصيره، السماح للمظاهرات، حرية التعبير، حقوق الإنسان”، وهي الأساليب التي تستخدمها بعض الدول الكبرى لابتزاز أو الضغط على الدولة المراد التدخل بشؤونها لتحقيق أمر ما يحقق مصلحتها، فالصين تستخدم أسلوب التعاون الاقتصادي، بمعنى أنه وبدلا من استخدام القوة العسكرية أو التدخل ضد البلد الآخر، فإن بكين تستخدم التعاون الاقتصادي مع هذا البلد، بالإضافة إلى ذلك، فإن الصين تعطي هذا البلد حقه ونصيبه من هذا التعاون الاقتصادي، بخلاف الدول الأخرى، التي تدمر وتبتز، وبالنهاية لا يجني ذلك البلد إلا الدمار والقليل من المنفعة الاقتصادية.


وقد نجحت الصين بذلك الأسلوب، حيث تتهافت الدول للتعاون الاقتصادي مع بكين، كون المنفعة الاقتصادية مشتركة بين بكين وهذه الدول، لهذا السبب فإن واشنطن ولندن وباريس تعتبر أن أسلوب بكين الاقتصادي سيجعل الصين قوية ومتحكمة بالاقتصاد، ويجعل الدول الأقل قوة تنتفض ضد الدول التي تستخدم أسلوب القوة العسكرية والتدخل بشؤون الدول والابتزاز. وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية