العدد 4807
الأحد 12 ديسمبر 2021
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
زيارات ماكرون
الأحد 12 ديسمبر 2021

حفلت زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لثلاث دول خليجية، وهي الإمارات وقطر والسعودية، بالعديد من التفسيرات والتحليلات سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، ولعل زيارة ماكرون الرياض ولقاءه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأكثر ثراء بالتحليلات السياسية والإعلامية لدى الخبراء والمتخصصين، وبعجالة سريعة وباختصار له توضيح، نستطيع أن نحدد مجموعة من النقاط، التي نرى أنها الأكثر أهمية كنتاج لزيارة ماكرون للسعودية.
أولى هذه النقاط أن زيارة ماكرون هي أول زيارة لزعيم غربي ضمن ما اصطلح على تسميته بـ “تحالف الابتزاز”، والذي تشكل لاستغلال قضية خاشقجي لابتزاز الرياض سياسيا وعسكريا واقتصاديا وإقليميا، وضم بعض الدول الغربية بالإضافة إلى منظومة الشعوبيين الصفويين والعثمانيين، وبهذه الزيارة، انقطع الحبل الذي كان يلف خرز تحالف الابتزاز هذا، نتيجة طبعا المصالح السياسية والاقتصادية، فباريس تعاني من عزلة سياسية واقتصادية بل وعسكرية، فروسيا والصين شبه متفاهمتين، والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا تحالف جديد، وألمانيا تبحث عن مصالحها قبل المصالح الأوروبية، فتارة مع روسيا وأخرى مع تركيا وسط ضياع هيبة دول أوروبا بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
ثاني هذه النقاط القوة السياسية والاقتصادية للرياض، والتي استطاعت تفكيك تحالف الابتزاز، وما سيتبعه من تهافت دول هذا التحالف على طلب الرضا والتعاون مع الرياض بالمستقبل القريب جدا، ما يؤكد أن الرياض الآن لاعب دولي أساسي رغما عن أي تحالف أو تكتل ابتزاز لاحقا، كما أنها رسالة لواشنطن بأن الرياض تستطيع تأمين كل احتياجاتها العسكرية والاقتصادية والسياسية من الدول أعضاء مجلس الأمن “الخمس”، (روسيا وفرنسا والصين).
ثالث هذه النقاط الرسالة التي وجهتها الرياض إلى السياسيين اللبنانيين وهي باختصار شديد.. إذا كنتم تعتقدون أن استقالة قرداحي ورجاء أو طلب ماكرون للرياض بدعم لبنان ماديا فأنتم مخطئون، فلا ماكرون ولا بايدن ولا العالم يستطيع فرض إرادته على الرياض لأن أساس المشكلة ليست قرداحي بل احتلال إيران للبنان عبر حزب الله وحلفائه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .