العدد 4794
الإثنين 29 نوفمبر 2021
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
لا نريد أن نصبح عملاء لا شعوريا
الإثنين 29 نوفمبر 2021

يكفي اليوم أن نفتح أحد برامج التواصل الاجتماعي لنرى أن غالب ما نقرأه أو نراه أو نسمعه.. أخبار سيئة، حتى أن الواحد منا يشعر أن الجميع أصبحوا عملاء لا شعوريا يعملون للغرب من حيث لا يعلمون، فبتنا لا نقرأ أو نسمع أو نرى سوى حكايات القتل والسرقة والخدمات السيئة، والتزوير والرشاوى، والبطالة وتسريح العمال، وقائمة طويلة جداً يصعب حصرها، وأصبح دورنا تقبل هذه الظاهرة، بل والعمل على نشرها كما يريد الآخر منا، ونسيان الجوانب المضيئة في حياتنا وما أكثرها.
لا شك أن القرآن الكريم الذي لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا وبينها ومعه سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث بينا لنا علاج مثل هذه الظواهر. قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” (الحجرات: 6)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع”.
علينا حماية أنفسنا من ضرر الأخبار السلبية المحبطة والشائعات المغرضة والمفزعة التي نقف أمامها عاجزين غير قادرين على تغييرها، لاسيما عند تصفح بعض مواقع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبح منها من يسعى لنشر الخبر بأساليب لها مقاصد خبيثة، أو بهدف رفع مستوى المشاهدات والمتابعين، فقد أصبح الناس يركزون على الجوانب السلبية متجاهلين الأخبار المفرحة، ما يسبب إصابة البعض بنوبات الهلع، والاكتئاب، والخوف والقلق !
في اعتقادي أنه لا مفر من متابعة الأخبار والمستجدات التي قد تصاحبها السلبية، إنما يجب اختيار مواقع مناسبة نواياها سليمة لا تستهدف فئة على حساب الأخرى، يجب تصفية المواقع واختيار قنوات متابعة للمستجدات بنفسية إيجابية، والسيطرة على نوعية وكمية الأخبار والمعلومات التي تتيحها المصادر الإخبارية وعدم متابعة السيئ منها كي لا نشارك في نشر الباطل ونحفز أصحابها على الاستمرار. إنها عوامل قد تساعد أو تخفف من تأثير حدة الضغوط والعوارض المصاحبة لنا عند سماع أو قراءة المستجدات السلبية، لن نكون عملاء لها ورهينة نقف عاجزين مكتوفي الأيدي أمامها حتى تتمكن من السيطرة علينا وقد تصل إلى تدميرنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .