تواجه منصة نتفليكس العملاقة في مجال البث التدفقي دعوى تشهير في السويد، على خلفية مسلسلها "Unlikely Murderer"، الذي يتمحور حول المشتبه فيه الرئيسي باغتيال رئيس الوزراء السويدي أولوف بالمه سنة 1986، حسبما أعلنت السلطات مؤخرا.
ويعد الموسم الأول، الذي أنتجته "نتفليكس"، أول مسلسل درامي يجسد قضية رجل يدعي أنه شاهِد على قتل رئيس الوزراء السويدي، واحتمال افلاته من عقاب جريمة قد يكون هو مرتكبها، ويدور المسلسل في إطار من التشويق والإثارة وتم حبك أحداثه بإبداع كما أنه يحمل الكثير من المغامرة والأكشن إلى جنب خط عاطفي ورومانسي يضفي على الأحداث المزيد من التنوع.
وتصدى لبطولة المسلسل مجموعة من النجوم، أبرزهم روبرت جوستافسون في دور ستيج إنغستروم، وإيفا ميلاندر في دور مارجريتا إنغستروم، وبيورن بينغتسون في دور توماس بيترسون، وماغنوس كريبير في دور هاري ليفين، وجويل سبيرا في دور لينارت جرانستروم، وبيتر فيتانين في دور أولوف بالم، وسيلا ثوريل بدور ليزبيث بالم، وبنجت براسكيرد بدور أندرس سكاندياكوليجا.
ويظهر مسلسل نتفليكس إنغستروم وهو يطلق النار على بالمه، كما يعرض محاولات منه للتملص من الجريمة من خلال تصوير نفسه أمام المحققين ووسائل الإعلام كشاهد كان خارجا في وقت متأخر من عمله، وحاولت "نتفليكس" التنصل من المسؤولية والخروج من دائرة الصراع بأن ذكرت في نهاية كل حلقة أن المسلسل خيالي مستوحى من كتاب بيترسون، وبأنه لم يثبت بعد أن إنغستروم هو قاتل بالمه.
وحدد القضاء السويدي رسميا العام الماضي ستيغ إنغستروم، الذي كان يعمل مستشارا في مقر شركة تأمين "سكانديا" المجاورة لموقع الجريمة، مذنبا مفترضا في القضية بعد تحقيق استمر 35 عاما دون كشف ملابسات أشهر جريمة في تاريخ السويد.

وهذا العامل في مجال الإعلانات والملقب أيضا بـ"رجل سكانديا" والمناوئ سياسيا لأولوف بالمه، توفي عام 2000 دون أن يثير أي شكوك جدية لدى المحققين.
وأكدت الدعوى، التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها من جانب الهيئة القضائية المكلفة الملف، أن ما أوردته "نتفليكس" في مسلسها Unlikely Murderer، أو القاتل المريب، بالنسخة العربية، يشكل "حالة تشهير واضحة وضوح الشمس“. ويأخذ المدعي، الذي بقيت هويته طي الكتمان، على "نتفليكس" خصوصا إدخالها في السيناريو عناصر "لا أساس لها البتة في الوقائع المعروفة"، ولم ترد في كتاب التحقيق الذي نشره الصحافي توماس بيترسون وشكل مصدرا استلهم منه صناع المسلسل.
وكان أولوف بالمه، أحد رموز الاشتراكيين الديموقراطيين والمدافع الشرس عن بلدان العالم الثالث، اغتيل بالرصاص في وسط ستوكهولم سنة 1986 لدى عودته من السينما مع زوجته دون أي حراسة، وأطلق القاتل النار على ظهره قبل الفرار من المكان وترك رئيس الوزراء ينازع على الرصيف، وقدم إنغستروم نفسه بصفته شاهدا منذ بداية التحقيق.