+A
A-

تجدد المظاهرات في السودان بعد "اليوم الأكثر دموية"

خرج آلاف المحتجين في الخرطوم وعدد من مدن السودان الأخرى، الجمعة، في مسيرات منددة بـ"قتل المدنيين" واستمرار إجراءات الجيش، رافضين لبيان الشرطة، الخميس.

وتحدث بيان الشرطة عن مقتل متظاهر واحد في مسيرات الأربعاء، في حين تشير تقارير الجهات الطبية وتجمع المهنيين إلى مقتل أكثر من 18 شخصا، ليرتفع عدد ضحايا الاحتجاجات التي انطلقت منذ 25 أكتوبر إلى 42 قتيلا وأكثر من 400 مصاب.

ويصف نشطاء المواجهات التي شهدها السودان، الأربعاء، بالأعنف والأكثر دموية منذ سيطرة الجيش على السلطة قبل أكثر من 3 أسابيع.

ووفقا للجان المقاومة وتجمع المهنيين والمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وعدد من شهود العيان، إضافة إلى عشرات المقاطع المصورة، فقد استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي بكثافة لمواجهة الاحتجاجات المستمرة في الشارع السوداني، لكن مدير عام الشرطة نفى ذلك في مؤتمر صحفي عقده الخميس، وأشار إلى أن الشرطة "لا تستخدم الرصاص الحي".

واندلعت الاحتجاجات في السودان منذ 25 أكتوبر الماضي، عندما أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان سيطرة القوات المسلحة على مقاليد الحكم، مطيحا المكون المدني وعلى رأسه عبد الله حمدوك رئيس الحكومة.

والأسبوع الماضي عين البرهان مجلسا حاكما جديدا، في خطوة أثارت المزيد من الغضب بين السودانيين، ووصفتها قوى غربية بأنها تعقد جهود عودة الانتقال للديمقراطية.

إلا أن البرهان لم يعين حكومة جديدة حتى الآن، مما يترك على الأقل الباب مفتوحا أمام احتمال التوصل لحل وسط بشأن إدارة جديدة.

ويشهد الشارع السوداني حاليا حراكا مستمرا للمطالبة بالعودة للحكم المدني، وإلغاء إجراءات الجيش وأهمها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء، والإفراج عن المعتقلين.

وفي ظل جهود ووساطات محلية ودولية متعثرة لحل الأزمة الحالية في البلاد، أكد المحتجون رفضهم لاي تسوية مع الجيش، مشيرين إلى أن الطريق الوحيد لحل الأزمة هو التأسيس لسلطة وطنية مدنية انتقالية كاملة.