العدد 4774
الثلاثاء 09 نوفمبر 2021
banner
دول الخليج ومواقف سُيخلدها التاريخ
الثلاثاء 09 نوفمبر 2021

نعم للعروبة والخليج على تلك المواقف المتميزة من حكام وشعوب، تجاه ما يصدر من تعديات صريحة وواضحة على دول الخليج، وما كان لتصريحات جورج قرداحي تجاه دول الخليج عن حرب اليمن والتي تنم عن خبث دفين تجاه دولنا الخليجية، فكانت تلك التصريحات التي لها أثر على أي إنسان يعتز بدولته وقيادته ووطنه، وقبل ذلك عروبته، ويغار عليها حتى من الكلام.
تصريحات من إعلامي للأسف كان لعدة سنوات يرتقي على حساب إعلام الخليج وما وصل إليه من مكانة، إلا أنه بحديثه وكلامه أوقع نفسه وبلاده في أزمة دبلوماسية وسياسية، والذي كان بشأن الحوثيين وحرب اليمن، حيث أغضبنا كدول ومواطنين وعرب، وكل دول الخليج كان لها موقف جميل، وهذا دليل على الاتحاد والاتفاق يدا واحدة تجاه من يمس دولنا بأي عمل سواء بالقول أو الفعل، السؤال الذي يجعلنا نفكر لماذا هذا التصريح وما الهدف منه ولماذا في هذا الوقت؟ أسئلة تُراودني كثيرا، دول كانت تساند وتساعد وتدعم ويُقابل ذلك بالنكران، نقول.. إذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ.. وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا. ‏نعم جورج قرداحي تحدث بكلام مؤسف ومزعج وشهرته ومكانته صُنعت من إعلام الخليج والسعودية وهو من ارتقى وارتفع بدعمهم ويجازي ذلك بالنكران والتطاول علينا، وحقيقة ما هو إلا واحد من مئات الأذناب الإيرانية.
هنا أقول لماذا لم تستفد من برنامجك من سيربح المليون؟ من أجل معرفة الجواب الصحيح، ولكنك إعلامي جاهل، وليتنا نعرف ما هو الإعلام في الحقيقة، ومن الممكن تجاه هذه التصريحات أن نتحلى بما يُسمى "ضبط النفس"، والتعامل معها بمفهوم أنّ "الشيء من معدنه لا يُستغرب"، لكن هذا غير معقول والأدهى أن التصريحات كانت قبل توليه وزارة الإعلام وهذا أشد قسوة بمعنى ما كان بداخله معروف فكيف يكون مسؤولا في دولة، ما يُزعجنا هو محاولة حكومة الرئيس "ميقاتي" إيجاد مبرّرات؛ وما يُثير الاستغراب أن يُعين وزيرا للإعلام، فتعيينه لا يخرج عن أحد أمرين؛ إمّا أنّ هذا هو موقف حكومة "ميقاتي" نفسها من حرب اليمن، أو أنّها تجهل الآثار المترتبة على هذه التصريحات المسيئة تجاه دول لها مكانتها وقوتها، وما ستؤدي إليه من خلق أزمة دبلوماسية سياسية عنيفة، والتي سيكون لها أثرها الكبير في نفوس الشعوب، ولن تعود الأمور إلى سابق عهدها، بالاعتذارات العارضة، والوساطات الإقليمية والعالمية، مهما كانت درجة تأثيرها. 
ونؤكد قدرة دول الخليج الكاملة في القيادة وشعوبها الحرة في التصدي لمثل هذه الأقاويل، وبالفعل أسعدتنا ردة الفعل الخليجية من جميع الدول على تلك التصريحات، والتي تنم عن الغضب وعدم الرضا، مؤكدين أن سياستنا واحدة، ولن نتراجع عن موقفنا مهما كان الأمر، إنها مواقف قوية من دول الخليج تجاه التصريحات، وتؤكد أن هذا الموقف الرسمي اللبناني لم يرض أحدا، وأن هذه التصريحات "تعد تحيزا واضحا لمليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة". 
فتم استدعاء السفراء من لبنان من الحكومات الداعمة وصاحبة المواقف، وختاما ندعوا الله عز وجل أن يحفظ أمن واستقرار الخليج، ويجمع كلمتهم ويؤلف قلوبهم ويحقق الرقي والتطور لدولنا ونكرر "دمت يا خليجنا شامخا".

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية