احتفل "مختبر سرديات البحرين" بعامه الأول على التأسيس، حيث استطاع ورغم عمره القصير أن ينتشر على نطاق واسع كتجربة معملية جديدة وسط زحام الآراء والمنصات، وسار على برنامج شامل ومنسق لكل ماهو أرفع وانفع للأعمال السردية المحلية وأضاف إليها الكثير عبر برامجه وفعالياته التي تشبه نظرية متكاملة في الأدب.

عن فكرة تأسيس هذا الصرح يقول رئيسه ومؤسسه الناقد فهد حسين:

أنشأنا في العام 2009 جماعة تحت اسم "مختبر القراءة"، وأقمنا عدة برامج وفعاليات لمناقشة بعض الأعمال السردية، غير أن المشروع لم يكتب له النمو والبقاء.

حتى جاءت الفكرة في العام 2016 ومن خلال أسرة الأدباء والكتاب مرةً ثانية، حيث شكلنا حينها جماعات تهتم بالنص الأدبي، وهي: جماعة الشعر، جماعة القصة، جماعة السرد، واستمر العمل لمدة عام تقريبًا، ثم توقف المشروع لعدة أسباب إدارية.

لكن الحلم لم يتوقف فما إن بدأ العام 2020 وفي ظل جائحة كورونا- كوفيد 19، وتقوقع الناس متدثرة في بيوتها، متوسدة القلق والخوف من المستقبل، فضلاً عن خروجي من مجلس إدارة أسرة الأدباء والكتاب، عاودت الكرة وفكرت في تشكيل جماعة تهتم بالسرد، إذ أنشأت حسابًا على "الواتساب" جمع عددًا من كتاب القصة القصيرة والرواية والقصة القصيرة جدًا، بالإضافة إلى المهتمين بالكتابة النقدية سرديًا، حيث كان العدد وقتها "30" شخصاً، وانطلقنا في أكتوبر 2020 محددين الأهداف والتوجهات والتطلعات، كما أُخذت الموافقة الشفهية من مستشار هيئة البحرين للثقافة والآثار لممارسة دورنا الذي انطلق بعدد من الكتاب البحرينيين إلى آفاق عربية أرحب، كما تم اختيار اسم بالتشاور مع جميع الأعضاء الذين أسسوا معي، أو الذين انضموا لاحقًا.

وها نحن اليوم بجهود الجميع كل بحسب طاقته ووقته استطعنا إنهاء عام من التواصل الثقافي السردي الاجتماعي من خلال البرامج والأنشطة التي تم إعدادها وتنفيذها.

ويضيف فهد: كما أطلق المختبر منصات إلكترونية "الانستغرام- تويتر - فيسبوك – يوتيوب"، حظيت بمتابعة واهتمام الكثيرين من داخل البحرين وخارجها.

أهداف المختبر

• الاهتمام بالمشهد السردي داخل البحرين وخارجها.
• تقديم الأعمال السردية وتداولها نقدا وتحليلا ودرسا.
• إبراز الطاقات الجديدة في السرد وتقديم يد العون لها.
• الاهتمام بالمصادر ذات الشأن السردي العربي القديم والحديث.
• الاهتمام بالقضايا السردية "المصطلحات والمفاهيم".
• التواصل مع مختبرات السرد العربية.
• العمل على التعريف بكتاب السرد، والأعمال السردية الإبداعية والنقدية.

وتابع حسين: كما أكدنا مجموعة من العناصر التي لابد من الالتزام بها، وهي: أن نشاط المختبر يكون عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتأكيد على عدم التدخل في الشأن السياسي ولا الشأن الديني، والعمل على تنشيط المختبر من خلال البرامج الفعاليات، وأن يتم عقد اللقاءات العامة أو الخاصة بالهيئة الإدارية عبر منصات التواصل الاجتماعي "العالم الافتراضي"، وأكدنا أن تكون مدة الهيئة الإدارية سنتين قابلة للتجديد مرة واحدة من قبل الأعضاء، أو عن طريق عقد اجتماع لأعضاء المختبر، مع ضرورة التواصل مع مختبرات السرد العربية.

وبعد عدة أشهر، بدأ تنظيم هذه المجموعة يأخذ شكلا فنيا آخر، إذ تم الاتفاق على تشكيل إدارة مكونة من خمسة أعضاء، وهم: الرئيس، نائب الرئيس، مدير الإعلام الإلكتروني، المدير الفني، مدير النشر الورقي، وأن يتم تغيير مسمى المجموعة، وإعداد البرامج وعرضها من خلال منصة "الزووم"، وهكذا تم في وقت قصير تشكيل إدارة لهذه المجموعة. كما تم تغيير الاسم من مجموعة سرديات، إلى مختبر سرديات البحرين؛ تحقيقا للبعد الوطني والانتماء إلى هذه الأرض المعطاء ثقافيا وأدبيا. ثم انطلق المختبر بإعداد البرامج والفعاليات على أكثر من صعيد.

ومع استمرار العمل في المختبر، والإيمان بأهميته وأهمية السرد في البحرين، فكرت إدارة المختبر بإنشاء حساب على "الانستغرام" يعني بإصدارات الكتاب في الأدب البحريني المرتبط بالسرد، وقد تحقق هذا بجهود بعض أعضاء المختبر الذين ضحوا بقوتهم وبذلوا جهدا كبيرا حتى بات هذا الحساب معروفا بين الأوساط الثقافية والأدبية داخل البحرين وخارجها.

علما بأن عدد الأعضاء وصل إلى 46 عضوا حتى اللحظة، بعد أن كان العدد 27 وتتكون الهيئة الإدارية للمختبر من فهد حسين رئيسا، شيماء الوطني مدير المنصات الرقمية، على فرحان نائبا للرئيس، جعفر الهدي مدير النشر الورقي، وأيمن جعفر مدير التصميم والنشر الإعلامي.