لا يختلف اثنان على أن التجربة الديمقراطية في البحرين تجربة لم تأخذ مداها الكافي لتتبلور بالشكل المقنع، وينعكس ذلك بطبيعة الحال على مستوى الثقافة الانتخابية والبرلمانية بشكل عام، والتي تشكل العصب المؤثر في التجربة الديمقراطية برمتها، وتهيمن على الحصص المتشكلة، ومصير المجالس.

ونحن على أعتاب انتخابات 2022، والتي تشهد بها البحرين سادس انتخاباتها منذ انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، فإنه من الضروري جداً العمل على بناء وتطوير الثقافة الانتخابية والبرلمانية بين أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم ومستوياتهم وآيديولوجياتهم، وليس الأطفال ممن لا يسمح لهم بالانتخاب أو الترشح بمنأى عن هذه الضرورة، وذلك لتأسيس جيل بل وأجيال مثقفة انتخابياً وبرلمانياً قادرة على تحمل المسؤولية، واستكمال مسيرة النهضة والتنمية الشاملة في البلاد، جنباً إلى جنب مع القيادة الحكيمة.

كما أن بعض المعايير والشروط والطبيعة الانتخابية زماناً ومكاناً قد تؤثر بشكل كبير على سير العملية الانتخابية ونتائجها؛ فقد توصل أشخاصاً – على سبيل المثال - ليسوا بحجم المسؤولية المناطة بأعضاء المجالس النيابية، وبالتالي فإن التوجيه والتدريب، وما إلى ذلك من جهود كفيلة بترسيخ الثقافة الصحيحة والإيجابية في هذا المجال، يمنح الرصانة للتجربة الديمقراطية، ويؤسس لمجالس قوية، أكثر وعياً ودراية.

ويأتي برنامج “درب”، والذي ينظمه معهد التنمية السياسية ليكون أحد الروافد المهمة، والمساعي الصادقة الهادفة لتطوير التجربة الانتخابية والبرلمانية في البحرين، ومكرساً الجهود لتثقيف الأفراد المعنيين بالعملية الانتخابية، أو عامة الناس، فشكراً جزيلاً للكوادر القائمة على مثل هذه البرامج الوطنية، لما تحققه من فوائد جمة على مستوى التجربة.