مازال الكثير من المهمشين على أرصفة الوجع يتساءلون: هل صحيح أن “الخُمس” مازال البقرة الحلوب في البيت الإسلامي الداخلي، الذي يفيض حليبا ذهبيا لبعض رجال الدين سواء في العراق أو إيران أو لبنان أو البحرين أم إن البقرة تحولت إلى مقدسة متخشبة لا تنتج حتى ماء آسنا؟
سؤال مشروع مازال عالقا في ذاكرة الكثير ممن امتهنوا أن يكونوا في صفوف الناقدين لا صفوف الغارقين في سحر “حشيش” التخدير الآيديولوجي أو “برسيم” ما يفضل من على مائدة بعض جامعي الخمس ممن زادت “عروشهم” و”كروشهم” في الوقت ذاته منذ 1400سنة إلا ما نذر.
السؤال العلمي المطروح، لماذا تنتفخ أوداج بعض رجال الدين المنتفخين بالخُمس في عالمنا الإسلامي، وبكل المناطق صراخا وحسابا وشتما للأنظمة العربية عن الفساد المالي، لكنهم يختبئون تحت سرير الشريعة، أو لحاف “الخشية” على “الأموال الطاهرة” عندما يتم سؤالهم: ما مقدار شفافيتكم تجاه الخمس؟ كم عندكم في حساباتكم البنكية من خمس، وهل هناك تدقيق من قبال لجان محايدة أو شركات تدقيق على الخمس.
والسؤال الآخر: ما مصير الأموال المتكدسة في حساب رجل الدين، خصوصا إذا كانت بالآلاف أو بالملايين إذا مات رجل الدين، أو الوكيل، وهل هناك شفافية في ذلك؟ وهل أحد مطلع على مقدارها وطريقة صرفها بعد الوفاة؟ هل تذهب للورثة؟ علما أنه قانونيا في أي دولة ما هو موجود في حسابك ينتقل لورثتك مباشرة ومن حق الورثة المطالبة به؟ وهل هناك من يعلم مقدارها؟ وكيف تم توزيعها؟ ولماذا لا يوجد تقرير كامل مفصل عن ذلك؟ سؤال علمي مهم طالما اختبأ الكثير من الناس تحت لحاف الأسئلة، خشية السؤال، حتى لا يتم إطلاق رصاص الفتاوى ضدهم بحجة “التشكيك” في مصداقية “المقدس المبجل”.
السؤال الأهم، ونحن نشهد “كتاكيت “صغيرة من محبي قداسة عدم المساس بتساؤل عن “الخمس” والمنتشرة كآمرة بالمعروف وناهية عن المنكر في كل شيء إلا ما يتعرض بصنمية “رجل الدين” وخمسه، وهي الأخرى تعاني كما هو في علم النفس، من اضطراب الوسواس القهري الديني في تخويف الناس من أي مسالة دنيوية!! والسؤال: لماذا لا يصابون بوسواس قهري في خشية تكدس الخمس أو ذهابه إلى غير مكانه الشرعي أو وضع ضوابط عليه كي لا يذهب مع الريح؟
لماذا يغيب الوسواس القهري هنا؟ لعل السيد محمد حسين فضل الله من القلائل الذين اعتمدوا سياسة شفافية الخمس وتحويله إلى مؤسسات تعليمية ومشاريع تجارية تصب في خدمة المجتمع والايتام، لذلك حاربوه. ولعله دفع ذلك الثمن غاليا، عندما أحرج الجميع بمواقفه الجريئة في تحويل الخمس إلى مؤسسات لا إلى كروش.
بحرينيا، نريد أن نسأل إذا مات رجل الدين وهو وكيل معتمد ويجمع الخمس، من هو الرقيب على حسابه البنكي، وكيف نعرف أن كان “خمسه” الشريف بعد الوفاة لا يذهب للورثة؟ ما الضابطة الفقهية والأصولية التاصيلية في منع “التسريب و”اللِيك” الخُمسي إلى حيث الأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد!!؟؟ سؤال يحتاج إلى إجابة إما بطعم حليب البقرة الحلوب أو بطعم مرارة علقم الواقع المُر.