عبر تسجيلات فيديو قمت بعرضها في السوشيال ميديا، واجهت الهجمة الشرسة التي وجهت ضد البحرين والسعودية والإمارات. اليوم سأفرد مقالات مركزة، وعبر تفكيك علمي للهجمة الاعلامية التي تجري على دولة الإمارات.
علينا أن نستعد كخليجيين من الآن بالمواجهة الاستباقية لأي شعارات قديمة أو جديدة تستهدف خليجنا، فهناك شعارات، ظاهرها الديمقراطية وباطنها محاولة لإضعاف الخليج كما هي العنترية المصطنعة من قبل بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي أو إعلاميه المؤدلجين أو افتعال أزمة هنا أو هناك لإضعاف الخليج عند أهله ومواطنيه أو صناعة شعار متوتر من الخارج في البحرين أو السعودية.
وهذه الحركات تدعو إلى أسلمة الخطاب، ومحاولة أخونة الدولة أو فقهنة الإدارة. لذلك علينا أن نسعى باستراتيجية في الفعل من الان، كمثقفين نعمل على التنوير، ورفض أسلمة الإدارة أو أدلجتها على جميع نسخ الحركات الاسلاموية؛ في الفعل وليس في موقع رد الفعل لمواجهة أي شعار قديم أو جديد أو يتم تجديده أو يرسخ عبر إنتاج برامج تلفزيونية باستمرار وبطريقة التكرار، وهذا منهج سيكولوجي اعتمدته الحركات، ليتحول الحزب الى عقيدة حزبية في عقل الجمهور.
فهم يحاولون أن يغرقوا مواقع السوشيال ميديا والقنوات والاعلام واليوتيوب وبتكرار الشعارات ذاتها بصور مختلفة طيلة العام لتتحول إلى قناعات متأصلة لا نقاش عليها ولو بشيطنة اي دولة. لهذا ينبغي للدول أن تقترب في فهم التعاطي السيكولوجي مع الجماهير، فسوسيولوجيا، العقل يملأه الاسبق، فعقل الناس أن لم تملأه بالحكمة يتم ملؤه بالتضليل.
إن الإعلام المبرمج يقوم على حرب نفسية تقوم على سياسة (ما تكرر تقرر) في عقول البسطاء. دورنا كإعلاميين ليس الرصد، وإنما بناء ترسانة معرفية إعلامية في موقع الهجوم ووضع الحقائق من الآن. ففي في كل عام أو عامين، تخرج موضة شعارات موسمية تأتي في سياق عزف استمر لسنوات لضرب الخليج ولو إعلاميا، تارة ببرلماني طائش، تارة ببرامج إعلامية موجهة، وكل ذلك يراد منه أهداف متسترة خلف الشعار. الموضة المستعرة، وبزيادة هذه الايام هي استهداف الامارات.
يستهدفون الإمارات لعدة أسباب، وذلك لحضورها الاستراتيجي وفق نظرية فكرية متماسكة تبلورت إلى إجراءات ميدانية في أكثر من ساحة إقليمية في رفض أدلجة العالم العربي. وسوف أتكلم عن النظرية في المقالات القادمة. قبل فترة، وإن خفت نسبيا، إلا أن الهجمة المستعرة تعود مرة أخرى بصور مختلفة. هذه الحرب الإعلامية قديمة جديدة، وكل ذلك بسبب الدور الكبير لسمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، ولي عهد ابوظبي في وقوفه ضد منهجية الحركات الاسلاموية المتطرفة، ووقوفه في الحفاظ على العالم العربي والعالم. والحملات الاعلامية لم تتوقف ضد ابوظبي أو امارة دبي، فقط لدورها السياسي، وإنما نتيجة الثقل الاقليمي والاقتصادي للامارات، وكذلك للبعد الفكري الذي تطرحه الامارات في مواجهة نظرية حزبنة وأدلجة الحكم العربي والنظام العربي.
الهجمة استعرت على امارة دبي قبل شهر بسبب بعدها السياحي والاقتصادي، وكل ذلك حسدا وكراهية لعالمية دبي، ولما صنعه سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، حاكم دبي من تحويل إمارة على شكل جوهرة على جيد الخليج جمالا سياحيا وعمرانا اقتصاديا إلا أن حصة ابوظبي من الهجوم أكبر، وكل ذلك يعكس صورة حقيقية مفادها كلما قويت ابوظبي كلما ازدادت الهجمة. وفي الدفاع سنبرهن بلغة الأرقام والوثائق الدور الإماراتي في دعم التنمية العربية عدا عن البعد الإنساني. دورنا كخليجيين، الدفاع عن خليجنا، وخصوصا ضد الهجمات الشرسة التي الان تستعر، وذلك بفرض جودنا ككتاب ومثقفين بلغة علمية مقنعة، وأن يكون لنا حضور في ذلك.
وخلال متابعتي للإعلام الموجه بأنيابه يرد سؤال: لماذا يتم استهداف دولة الامارات العربية المتحدة اعلاميا عبر عشرات البرامج التي تنتج شهريا ؟ونحن عبر حزب الانسان اليوم، في شقه الاعلامي، نلحظ الهجمة على الخليج، وخصوصا الامارات، وابتدأنا مواجهة الهجوم الذي على الامارات كما السابق في السوشيال ميديا، وسنستمر.
وقمت مع فريق العمل، بقراءة الابعاد لكل البرامج الموجه وسارد عليها. فالهجمة على الامارات تستعر، لأن الامارات باكرا عرفت خطورة فكرة حزبنة الدولة، فراحت تدافع عن الخليج، ولأنها اصبحت قوة اقليمية يصعب تجاوزها، ولدورها الفاعل في التنمية الخليجية والعربية، ولأنها وصلت للعالمية، وكونها قوة سياسية واقتصادية وثقافية تنشر التعليم والثقافة والاسكان في العالم العربي، وبسبب مواجهتها للحركات الاسلاموية المتطرفة، تتراكم الحملات ضدها.
في الحروب السياسية والاعلامية لسنا بحاجة، ونحن نستعد للتصدي لأي حروب اعلامية، إلى استخدام سلاح الشتيمة عندما يستخدم كسلاح ضدالخليج، فقط نستخدم لغة الارقام والحجج العقلية وصورا واقعية لمشاريع الحضارية بعرضها للعالم. في الحروب الاعلامية وللدفاع عن جبهتك يقويك المنطق والاقناع المبسط وكارزمية الخطاب، ولغته، وارقامه، وادلة ملموسة كمشاريع على الارض صارخة، وجيش ثقافي يعرف ادارة المواجهة المعرفية، وان تمتلك أدوات القوة من سوشيال ميديا وقناة ضاربة تأسر العقول وعلاقات مع رموز العالم الثقافي وصحيفة تمتلك شراسة الاقناع.
كخليجيين، لابد أن ندافع عن منجزات الخليج، خصوصا الامارات الداعمة للنهضة العمرانية والتي تقف مع دعم الخليج، وخصوصا البحرين في الدعم الدولي والاقليمي وحتى المحلي في دعم المشاريع التنموية والاقتصادية كما هي المساعدات المالية ودعم المشاريع كمطار البحرين الدولي. نقول للامارات كبحرينيين، وكما تعلمنا من جلالة الملك، الدعم والوفاء، نقف مدافعين عن الامارات بالكلمة والقلم والموقف.