في الوقت الذي يركز فيه المجتمع الدولي على التحركات النووية الإيرانية، تحقق إيران تقدمًا في ميدان لا يقل أهمية عن الأسلحة وتكنولوجيا الحرب، وهو التجسس والأنشطة السيبرانية الأخرى، واستخدامها للتأثيرعلى الأحداث العالمية وتهديد أمن الدول الأخرى.
ففي 6 أكتوبر الجاري كشفت مؤسسة “سايبر ريزن” المختصة في الأمن السيبراني، أن إيران تستهدف شركات عديدة في أنحاء العالم، عبر حملة تجسس موجهة بالخصوص إلى شركات ودول من بينها إسرائيل.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن عساف دهان، رئيس مجموعة أبحاث التهديد السيبراني بالمؤسسة قوله إن هذه الحملة مستمرة منذ عام 2018، ونجحت في جمع كميات كبيرة من البيانات من أهداف تم اختيارها بعناية وتشكل تهديدا حقيقيًا، واصفا ما يحدث بأنه عملية معقدة للغاية لها كل السمات المميزة لهجوم برعاية دولة، وتظهر حقيقة قوتهم، كونهم تمكنوا من البقاء متخفين لمدة ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أن الجواسيس الإلكترونيين الإيرانيين كانوا قادرين على تحميل كمية كبيرة من البيانات على مر السنين.
ما كشفت عنه مؤسسة “سايبر ريزن” مجرد حلقة أحدث في سلسلة مستمرة من الاكتشافات عن التجسس الإلكتروني الإيراني على بقاع مختلفة من العالم، ففي مارس 2018م، كشفت شركة “سيمانتك” الأميركية المعنية بالأمن المعلوماتي عن عمليات تجسس إلكترونية من مجموعة من قراصنة المعلوماتية مقرها في طهران “مجموعة شافر”، واستهدفت 9 شركات تتخذ من السعودية والإمارات والأردن وتركيا وإسرائيل مقراً لها، إضافة إلى شركة طيران أفريقية.
وفي أكتوبر 2020، قالت شركة ميكروسوفت إنها اكتشفت وحاولت وقف سلسلة هجمات إلكترونية لجماعة “فوسفوراس” الإيرانية، وإن الهجمات كانت تستهدف المشاركين المحتملين في مؤتمر ميونيخ للأمن وقمة مجموعة الفكر (تي 20) في السعودية”.
وفي فبراير 2021م، كشف تحقيق مشترك لإذاعة “أرخوس” الهولندية وشركة “بيت ديفندر” للأمن السيبراني، أن خبراء رصدوا خادماً “سيرفر” يقع بالقرب من مدينة هارلم، يستخدم للتجسس ضد المعارضين الإيرانيين، وأن النظام الإيراني كان يستخدم الخادم للتجسس على المعارضين السياسيين من خلال اختراق أجهزتهم.