افتتح الفيلم التاريخي"المعركة العظمى" مهرجان الأفلام الكورية التاسع في سينما "سينكو" بمجمع الواحة بالجفير يوم أمس الأول مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية المتبعة لمكافحة فيروس كرونا، بحضور عدد من المدعوين والمهتمين.

وفي تصريح خاص لـ "البلاد" أكد السفير هاي كوان تشونغ سفير جمهورية كوريا الجنوبية الصديقة لدى مملكة البحرين عن عمق علاقات الصداقة والتعاون التي تربط بين مملكة البحرين وجمهورية كوريا الجنوبية على مختلف الأصعدة، وخصوصا الثقافية، ومنها مهرجان الأفلام الكورية "ليالي السينما الكورية" التي تنظمه السفارة، وهي تحتفل بمرور 45 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين.

وأضاف السفير: ”يأتي هذا المهرجان ضمن العديد من الأنشطة والفعاليات التي سنضمها السفارة احتفالا بهذه المناسبة، حيث ستقدم السفارة مهرجان الموسيقى الكورية، وكذلك مهرجان الأطعمة الكورية في نوفمبر، وفعالية التيكواندو في ديسمبر“.

صانع الأفلام الكوري مرتبط بتراثه

عودة إلى فيلم الافتتاح "المعركة العظمى" للمخرج المذهل كيم غوانغ سيك، والذي يتحدث عن قائد قلعة وجنوده في دفاع مستميت ضد غزو ما يقارب من نص مليون من قوات تانغ الصينية في عصر مملكة غوغوريو، فجمالية الفيلم تكمن في تصاعد الأحداث نحو الذروة أو تسلسل درامي متصاعد، ناهيك عن الطريقة البانورامية الشاملة للقطات كما في أفلام "فيدريكو فلليني". فالمخرج كيم غوانغ سيك يبدأ ويختم المنظر بالطريقة التي تتيح تحليلا مفصلا لنسيج الحدث، وبما أن معظم لقطات الفيلم في ساحة الحرب، فمن الضروري أن تكون هناك معجزات في التقنية خارج عن المفاهيم المألوفة، وهذا ما شاهدنا في الفيلم.

الدقة هي السمة المميزة للأسلوب الكوري، حيث يم توليف المناظر بالدقة المتناهية، وهذا يؤكد على أن صانع الأفلام الكوري مرتبط بتراثه، فكل لقطات الفيلم تبدو وكأنها معارض فنية تعرض فيها الثقافة الكورية بدرجة عالية من الاهتمام، فمثلا مشهد مساعدة قائد القلعة لأهل البلدة في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم، والوقوف معهم مهما كانت الظروف، فاللقطة هنا تربط بين المناخ والثقافة والعادات والتقاليد والإنسان، بل إن كل مشهد ولقطة تخاطب الجانب الإنساني بشكل أو بآخر، كما ليس من العسير علينا ان نلاحظ مدى الغنى التعبيري الذي تتمتع به العبارات المنطوقة في الحوارات، حتى أن بعضها يكاد يكون كافيا تماما للتعبير عن الصورة الفنية التي يريد المخرج تجسيدها.

فيلم " المعركة العظمى" يمثل لحظة هامة تجسد بطولة شعب كوريا، البطولة هنا جماعية وليست مثل أكثر الأفلام الأمريكية بطولة فردية، بطولة البذل والفداء من أجل الأخرين، وكما يقول البرتو مورافيا، ان ما تحتاج إليه اليوم ليس مأساة الفرد بل المأساة الجماعية، ومعاناة مجاميع الناس.

مشاهدات

تنظم سفارة جمهورية كوريا النسخة التاسعة من المهرجان  بمجمع الواحة بالجفير صالة رقم 1، وتم عرض الفيلم الكوميدي "ستار آب" يوم أمس الأول الموافق 6 أكتوبر والذي ينقل ويسلط الضوء على المعضلات الكثيرة التي يواجهها شباب اليوم وتعقيدات الحياة.

وفي يوم الختام 7 اكتوبر عرض الفيلم العائلي "كن معي" والذي يحكي قصة الجد الحنون الذي يعد المستقبل الآمن لأحفاده.

والمعروف أن مهرجان الأفلام الكورية حقق نجاحا كبيرا منذ دورته الأولى ويحظى بمتابعة من كافة المهتمين بصناعة السينما.