العدد 4729
السبت 25 سبتمبر 2021
banner
عبدالناصر والثقافة والتعليم
السبت 25 سبتمبر 2021

نختلف أو نتفق مع الكثير من سياسات الرئيس المصري والزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر، خصوصا في المسألة الديمقراطية، لكن ما لا ينبغي أن نختلف فيه في تقديري هو أن عهد الرجل حفل بإنجازات مهمة لا ينبغي بخسه فيها، نذكر منها على وجه التحديد ازدهار الثقافة والتعليم، ومن الأسباب التي مكنت ناصر من تحقيق هذا الإنجاز الكبير اهتمامه شخصياً بهذا الحقل لشعوره بأهميته في مشروعه الوطني والقومي الذي انعكس بنجاحه في الغالب بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وعدم الاكتفاء بالولاء فقط، وهكذا كان اختياره لوزراء الثقافة، ومنهم على وجه الخصوص الوزير المتميز ثروت عكاشة، ولعل من أبرز الإنجازات العظيمة المتحققة في ميدان الثقافة: إنشاء المعهد العالي للكونسرفتوار، وفرقة رضا للفنون الشعبية، وفرقة الباليه، وأكاديمية الفنون، وقصور الثقافة بالمحافظات، وتأسيس مواسم عروض الأزياء على أيد مصرية، والأهم من كل ذلك تحقيق مجانية التعليم التي بدونها ما كان للثقافة أن تعرف الازدهار.

وفي هذا الصدد فإن طه حسين، صاحب الشعار بجعل التعليم مجاناً كالماء والهواء، وجّه شكراً لعبدالناصر لأنه حقق هذا المطلب الذي كان أشبه بالحلم في العهد الذي سبق الثورة، مضيفاً أن مسؤولا كبيراً كان يسخر من هذا المطلب: “إن طه حسين يريد نشر الشيوعية في مصر بمجانية التعليم”، وقد برر البرلمان في الأربعينات رفضه المطلب بنفس ذريعة المسؤول الذي كان ينحدر من أسرة محمد علي، كذلك فإن العالم المصري الحائز على جائزة نوبل أحمد زويل شهد بأنه لولا مجانية التعليم في عهد عبدالناصر لما نال جائزة نوبل.

ولعل أصدق شهادة في هذا الشأن ما أجمع عليه معظم الشيوعيين واليساريين، فرغم ما عانوه من تجاوزات، إلا أن كل ذلك لم يحل دون إقرارهم موضوعياً بعيداً عن العواطف بدور عبدالناصر في النهوض بمجال التعليم والثقافة كواحد من أهم إنجازاته العظيمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .