العدد 4712
الأربعاء 08 سبتمبر 2021
banner
إلى بعض رجال المرور
الأربعاء 08 سبتمبر 2021

عرف القاضي الأميركي الشهير “فرانشيسكو كابريو” بقاضي الرحمة والإنسانية من خلال الأحكام التي يصدرها على مخالفات السير والجنح في جلسات المحاكمات، والتي تحولت إلى برنامج ناجح باسم “كوت إن بروفيدنس”، ويتابعه ملايين المشاهدين من مختلف أنحاء العالم عبر منصات التواصل الاجتماعي، فكل حالة تقف أمامه يذيقها من رحيق الرأفة والتسامح، خصوصا كبار السن الذين يفترض أن تكون معاملتهم خاصة من مشرق الأرض إلى مغربها ومن نجم إلى نجم آخر، لأنهم يستحقون الجلوس على ظهر جواد الحب.

في مجتمعنا هناك “بعض” رجال المرور تعاملون مع من يرتكب مخالفة بسيطة جدا وكأنه مجرم خطير، حتى لو أوضح لهم أنه لم يقصد ارتكاب المخالفة أو صحته ليست على ما يرام وغيرها من الأعذار الموجودة في معجم الرفق والرحمة، لكن دون جدوى، وفي الواقع لا أحد يجيز لأي كان ارتكاب مخالفة مرورية، لكن قد تكون هناك استثناءات وظرف قاس ودائرة مغلقة جعلت هذا الكبير في السن أو تلك المرأة تدخل بالخطأ عكس اتجاه السير في الطرقات الداخلية، ففي إحدى المرات سأل القاضي فرانشيسكو كابريو رجلا يبلغ من العمر 96 عاما عن سبب قيادته المركبة بسرعة فوق المعدل بقليل في منطقة دراسية، وأجابه أنه لا يعرف القيادة بسرعة بحكم سنه، ولكنه كان تحت ذل الاضطرار، فعليه أخذ ابنه البالغ 63 عاما كل أسبوعين لفحص دمه، لأنه مصاب بداء عضال، فانفصلت نبرة الحزن والرأفة عن صوت القاضي وقال له.. أنت رجل طيب، فبالرغم من عمرك إلا أنك مازلت ترعى أبناءك وتهتم بهم.. أتمنى الشفاء لابنك وتم إسقاط التهمة عنك.

خلاصة القول.. على بعض رجال المرور الذين يحررون المخالفات للناس في الشوارع أن يجعلوا قلوبهم مستعمرة للرحمة والإنسانية، فلربما قلب المخالف لا يستقبل النور نتيجة ضربة قدر أو مرض، ونعيد لسنا مع ارتكاب المخالفات، لكن على الأقل نسأل الكبار في السن عن السبب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية