العدد 4704
الثلاثاء 31 أغسطس 2021
banner
لبعض المسؤولين.. تواضعوا للصحافة
الثلاثاء 31 أغسطس 2021

مرات كثيرة يتعامل بعض المسؤولين مع الصحافة بغطرسة وجفاف، وتتصاعد الدماء إلى رؤوسهم ويشتد بهم التوتر النفسي ويشعرون بحالة غير طبيعية عندما يطلب منهم الكاتب أو الصحافي تعليقا أو استشارة تتعلق بمجال عملهم أو الوزارة التي يخدمون فيها، فكل شيء في مكاتبهم مغلف بالمراثي اللعينة وباهت في وحشة السكون، لأن هذا المكتب تحول إلى غربة وكل من فيه يقتات السأم ويمضغ الكرة للكاتب والصحافي، ولو كان بمقدروهم لحنطوه وعلقوه على الجدران ليكون فرجة للداخل والطالع.

لا نقول ونكتب جزافا، لكن من واقع خبرة طويلة نكاد نحفظها وهذا في العرف العام يسمى إهمالا وتقصيرا ولامبالاة، فهؤلاء المسؤولون الذين يعملون في الحكومة بمختلف مراكزهم مطالبون باحترام الصحافة وتقدير دورها الطليعي في المجتمع، خصوصا أن سيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وسيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، يقفان بصورة لا توصف مع الصحافة ويدعمان الأقلام الوطنية المخلصة والصحافة الحرة المستنيرة التي تشكل ركيزة أساسية في نهضة وتطور المجتمع.

حتى لو قابل هذا المسؤول الصحافي – صدفة - يكون مثل العائد من الحرب ويهتز كخيط هزيل مثل مشنقة، يتراقص ببطء نحو الشمال والعكس، وتجده أيضا يحارب ببسالة من أجل عدم إعطاء رقم هاتفه لأي صحافي أو كاتب، ولو حدث واتصل أحدهم يكون الوضع أشبه بالضرب على أشد الأوتار حساسية وإيغالا في الروح.. تجد نفسك أمام قصة خطيرة لا تستطيع حل طلاسم حروفها وقواعدها الرمزية، وكما قال الشاعر الفرنسي “جاك بريفيل” إن البعض يعتقد أن الصحافي مثل الذي يحمل على كتفيه كل متاهات الجنون.

للصحافة وزنها في المجتمعات، وأي مسؤول رفيع يعتقد غير ذلك عليه مراجعة نفسه بكل صدق دون أن يقلب المفاهيم حسب ميزان حرارة سياسة تعاطيه مع الصحافة، أقولها باختصار.. تواضعوا للصحافة ولا تناطحوا موجها الجبار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية