العدد 4652
السبت 10 يوليو 2021
banner
أهمية المفاوضات السعودية الإيرانية
السبت 10 يوليو 2021

على الرغم من شح المعلومات والتكتم الكبير حول المفاوضات السعودية – الإيرانية إلا أن وجود خط مباحثات بين الطرفين واقع لا يمكن تجاهله خصوصاً بعد أن أعلن الرئيس العراقي برهم صالح رسمياً استضافة العراق هذه المفاوضات.

تكمن أهمية هذه المحادثات اليوم في المتغيرات الإقليمية والدولية التي تنعكس على المصالح القومية للدولتين والمنطقة، فعلى الرغم من المؤشرات الإيجابية التي تبعث بها الوفود المشاركة في مباحثات فيينا إلا أن الركون والاعتماد على مخرجات هذا الاجتماع أو حتى أي اتفاق مستقبلي مع واشنطن أمر لا يمكن أن تقوم به طهران وهي التي تعلمت من درسها الأول بعد أن انقلبت واشنطن على اتفاق 2015، ما يعني أنه لا يمكن بناء سياسة خارجية ثابتة ومستدامة لطهران بناء على اتفاق هش بإمكان واشنطن التخلي عنه في أية لحظة.

على الطرف الآخر فإن تجاهل واشنطن دول الخليج وإقصاءها من المشاركة في أية مباحثات حول الاتفاق النووي يعكس مؤشرات سلبية لسياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه المنطقة وهي التي اتضحت في واقع الأمر أكثر من مرة في العديد من المواقف كموقفها من الحرب على اليمن وبيع الأسلحة لدول المنطقة والضغوط فيما يخص ملف حقوق الإنسان، وعلى ضوء ذلك فإن حتمية التحرك بعيداً عن فلك السياسة الأميركية التي لا تكترث بدول المنطقة أصبح أمرا لابد منه.

مما لا شك فيه أن أي تقارب سعودي - إيراني خلال الفترة المقبلة سيعود بالنفع على الطرفين كما على دول المنطقة وعلى رأسها اليمن ولبنان وسوريا والعراق عراب المرحلة الأولى من المفاوضات، لكن تكمن المعضلة في التفاصيل الخاصة بسلمية برنامج إيران النووي وبرنامج صواريخها البالستية بالإضافة لتدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

إلا أنه يبدو أن التوصل لأرضية يمكن أن يبنى عليها أي اتفاق من الممكن أن يمهد لاتفاق من شأنه دفع عملية السلام والاستقرار في المنطقة بما يخدم المصالح القومية للبلدين ودول الجوار بات قريبا، ذلك ما يمكن أن نستوحيه من خلال التحول في نبرة الخطاب لدى القيادات السعودية والإيرانية خلال التصريحات واللقاءات الأخيرة للطرفين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية