العدد 4649
الأربعاء 07 يوليو 2021
banner
حروب اليمن
الأربعاء 07 يوليو 2021

مخطئ من يظن أن الحرب في اليمن بين الشرعية ومليشيا الحوثي فقط، فالاختلاف والاقتتال بين الفصائل والجماعات اليمنية نفسها تسبب في فتح أكثر من جبهة في الطرف الواحد، ولربما تعد الخلافات المستمرة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي والذي استطاعت المملكة العربية السعودية جبرها باتفاق الرياض في 2019 أبرزها وأكثرها وضوحاً.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي قادتها المملكة العربية السعودية حينها برعايتها اتفاق الرياض الذي أسفر توقيع الأطراف المختلفة وتعهدهم بالالتزام به إلا أنه مازال الخلاف يظهر بين الفينة والأخرى حول كيفية تطبيق بنوده والإطار الزمني لذلك وهو موضع الخلاف والتأويل الكبير بين الشرعية والانتقالي، كما أن البحث عن مكتسبات خاصة دائماً ما أجج القتال وتسبب في تصعيد عسكري ينذر كثيراً بالعودة لنقطة الصفر بين الشرعية والانتقالي.

نعم قامت المملكة العربية السعودية بجهود كبيرة في سبيل رأب الصدع الكبير بين الطرفين والتقريب من وجهات النظر، لكن إذا ما كانت الأطراف تضمر غير ما تعلن وكانت النوايا مبيتة بما ليس في مصلحة اليمن العامة، فإن هذه الجهود المخلصة للتوفيق ستعيقها دوما هذه النوايا، فتغليب مصلحة اليمن واليمنيين ودحر مليشيا الحوثي يجب أن يكون على رأس أولويات أي طرف من الأطراف لا مصلحته الحزبية والفئوية التي لن تتحقق بالتأكيد من خلال تهميش أو الانتصار على طرف آخر يقاتل بجانبك الحوثي.

اليوم وأكثر من أي وقت مضى في ظل المتغيرات المتسارعة في ملف الأزمة اليمنية المتمثلة في تعيين مبعوث أميركي واستقالة المبعوث الأممي السابق ودخول سلطنة عمان بشكل رسمي على خط المفاوضات في اليمن، بات من الواجب التوصل لحل جذري للخلاف بين الشرعية والمجلس الانتقالي، ذلك ما يمكن أن يتحقق بوأد رؤوس الفتنة واتباع سياسة ضبط النفس والابتعاد عن كل ما يمكن أن يستفز الطرف الآخر والاستماع لأصحاب الحكمة والمشورة من الوجهاء والعقلاء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .