شيء جميل أن نرى بعض الشخصيات المشهورة في وسائل التواصل الاجتماعي وهي تحاول جاهدة بطريقة مفتعلة أو عفوية أن ترسم البسمة على شفاه الناس في زمن غدت البسمة فيه من أصعب الأشياء الممكنة والمغلفة اليوم بشيء من الحزن بسبب أخبار جنائز جائحة كورونا التي فتكت بالعالم بأسره، وأصبحت العدو الأوحد المتفق عليه بين جميع البشر.
لكن الخلل يكمن في الكيفية التي ينتهجها بعض هؤلاء الأشخاص من المشاهير، والتي قد تحط أحياناً من كرامة الآخرين بغية الإضحاك واصطناع الفرحة، أو أن يظهروا بمظهر “الاستهبال” حتى يكسبوا أكبر قدر من التفاعل والمتابعة من أناس قد يكونوا كذلك في أعمار لم تؤهلهم بعد لتنضج انفعالاتهم وأفكارهم، ولم يصلوا إلى مرحلة الاتزان المطلوبة، وتنقصهم الخبرة الحياتية.
أضف إلى ذلك أن بعضهم يستغلون أطفالهم أسوأ استغلال، إلى درجة أنهم يعرضونهم إلى أجواء بعيدة كل البعد عن الوضع الطبيعي الذي ينبغي أن يتربى الطفل عليه حتى يتمكن من الاعتماد على نفسه، وشق طريقه باختياره؛ فالكثير من الأسر، ومنهم من هم في مراحل الشهرة المتقدمة في وسائل التواصل الاجتماعي، يتعاملون مع أبنائهم على أنهم المصدر الرئيس والأسرع للثروة، ويستغلونهم بطريقة مقززة للأسف، متجاهلين بذلك حقهم في العيش والنشوء من غير أن يتدخل الملايين من الناس في حياتهم، أو أن يسيئوا إليهم بإساءات مختلفة، تؤثر بشكل أو بآخر عليهم، ويتكبدون بذلك ضريبة الشهرة، ويرون الوجه الآخر التعيس لها.