لاشك بأن دور وسائل الإعلام مهم جداً في التعريف بأمور الحياة الآنية، والدفع باتجاهات معينة، وتمحيص الأحداث وما شابه من أمور طارئة مستجدة، وغيرها من أدوار مهمة تأتي وسائل الإعلام لتشكل قوة مؤثرة بأدواتها القديمة والمستحدثة، وتخلق فرقاً إما إيجابياً أو سلبياً، وفقاً لممارسي الإعلام من مختلف قنواته وصنوفه.

ويزداد دور وسائل الإعلام في الفترات العصيبة أهمية؛ إذ تشرئب أعناق الملايين من الناس لمعرفة الأخبار، وما وراءها، ومحاولات تحليل المعطيات، وإن كانت الدقة إحدى أهم أولويات العمل الإعلامي فإنها في مثل هذه الفترات تتعاظم أهميتها، إلى جانب عناصر أخرى لا تقل أهمية من مثل المصداقية والموضوعية، ويجدر اليوم من وسائل الإعلام قاطبة أن تتحرى الاختيار الأمثل لعناوينها، وتركيزاتها، وهي التي تشكل بطبيعة الحال ردود الأفعال، والانطباعات، والقناعات، وقد تسير الحياة اليومية للأفراد، ما يخلق حالة عامة تستند إلى ما يتم نشره في مختلف قنوات ووسائل الإعلام، هذا بعيداً عن تأثيرات أخرى مصاحبة من أخبار أو تقارير من مصادر غير محترفة، أو ليست موثوقة، تختلف تبعاتها على فرد وآخر بحكم درجات الوعي والدراية والأوضاع المحيطة التي تحدد النظرة العامة أو الرأي العام للمجتمع.

تعتبر هذه المرحلة التي يمر بها العالم من المراحل الحساسة للغاية، التي يتحمل فيها كل فرد مسؤوليات جمة، وينبغي أن تكون وسائل الإعلام المختلفة على حذر تام؛ لأن دورها حيوي ومفصلي، يؤثر بشكل مباشر على متلقين شرهين لمعرفة الأخبار، والاطلاع على التحليلات والتقارير، ومنهم من لا يثمن ما يتلقاه من سيل جارف من معلومات ذات أبعاد متباينة، قد يحرص على إيصالها واضحة وسليمة، أو يهتم باكتساب سبق معين أو انتشار دون النظر إلى مدى صحتها وقيمتها وجودتها.