+A
A-

الفنان باسل أحمد في آخر حوار له مع "البلاد".. طموحي مشاهدة الساحة الفنية شعلة من النشاط كما كانت في السابق

فقدت البحرين قبل أيام صاحب الأسلوب الفني الرفيع والصوت الرائع الجميل، باسل أحمد بعد مسيرة حافلة من العطاء أعطى خلالها الأغنية البحرينية لباسا حديثا وكان بحق وكما أطلق عليه بروح الأغنية الشعبية، حيث بلغ حد الجودة في كل أعماله.
في شهر يوليو 2020 سجلت "البلاد" آخر لقاء صحافي مع الفنان باسل أحمد رحمه الله، بعد وعكة صحية ألمت به أدخل على إثرها المستشفى، حيث تحدث بالتفصيل عن الوعكة الصحية التي تعرض لها قائلا: لقد سقطت في المنزل ولم أفق إلا بعد خمسة أيام في المستشفى بعد إخضاعي لعملية، وعرفت من ابني أن قلبي قد توقف لمدة عشر دقائق، ولكن لله الحمد تجاوزت مرحلة الخطر وتلقيت العلاج اللازم وهذا فضل من الله ثم بفضل دعاء أهل البحرين، وهم "على رأسي".
بعدها تطرق الفنان الراحل "بو أحمد" رحمه الله الى أبرز الصعوبات التي تعاني منها  الساحة الفنية في البحرين، وركز في حديثه على المادة، فمن دون المادة حسب رأيه لا يمكن لأي نشاط أن يستمر في هذا العصر، ولو نظرنا إلى دول الخليج ستلاحظ أن هناك مبالغ كبيرة تصرف على الأغنية والفن عموما، فالمادة هي المحرك الأساس لأي نشاط، ولا يمكن أن تصل إلى القمة أو إلى مراكز متقدمة من دون الدعم والمادة، وضرب باسل مثالا على ذلك بشحة وندرة الأعمال والمسلسلات والتي أثرت بدورها على استمرارية ونشاط المبدع البحريني.
ولطالما وقف باسل أحمد مع المواهب الواعدة وساعدها كثيرا، وحينما طلبنا رأيه في الأصوات الشبابية الموجودة في الساحة، قال: تشدني دائما الأصوات المتميزة والتي ينتظرها مستقبل واعد في مجال الأغنية، أما مقومات المطرب الناجح كما يراها باسل رحمه الله، فلخصها بإجابة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، حيث أجاب: في السابق كانت المقومات ترتكز على روعة الصوت وقوته. أما اليوم، فمن أهم المقومات شكل المطرب، وكأن الشكل سيغير من صوته، وهذه نظرية هدامة دخلت إلى عالم الفن والغناء. للأسف نعيش في وضع صعب جدا انقلب فيه كل شيء رأسا على عقب، وأصبحت الساحة الفنية لكل من هب ودب، إذ لا يهم الصوت ولا الموهبة، بل الشكل هو الأساس، والغريب في الأمر أن هؤلاء يجدون التشجيع من بعض شركات الإنتاج.
كما اعطى رحمه الله الأسباب التي جعلت من الأغنية البحرينية تفقد بريقها، مؤكدا أن هناك أسبابا كثيرة لغياب الأغنية البحرينية وتراجعها، أهمها نقص الدعم والمادة، فالأغنية تكلف الكثير من أستوديو وعازفين ولائحة طويلة من الشروط. قد يكون الوضع سابقا يختلف عن اليوم، ففي ذلك الزمن اجتهدوا وأوصلوا الأغنية البحرينية إلى القمة، وكانت محط إعجاب في كثير من الدول العربية، رغم تواضع الإمكانات.
وعن الموهبة والدراسة قال أيضا: الموهبة تأتي أولا ثم الدراسة، والغناء كما نعرفه موهبة من الله تعالى وإذا أراد الفنان أن يطور من نفسه يتجه للدراسة ليصقل موهبته، ولخص باسل أحمد طموحه بأن يشاهد الساحة الفنية في البحرين كما كانت في السابق، شعلة من النشاط والتميز، وأن تفتح الأبواب للمواهب الشابة الواعدة، والبحرين مليئة بالأسماء التي ينتظرها مستقبل في الفن بشرط وجود الدعم والمتابعة والتشجيع، واختتم حديثه مع "البلاد" بقوله:
أحمد الله وأشكره على نعمة الصحة والعافية، وأشكر صحيفة "البلاد" التي عودتنا دائما بالوقوف مع المبدع البحريني ودعمه وإفراد مساحة له ليعرف الجمهور أخباره؛ لأن الفنان من دون دعم الصحافة لا يمكن أن يصل إلى الناس والجمهور.